المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من صلاة الفجر نبدأ


Nermeen
04-16-2011, 07:01 AM
من صلاة الفجر نبدأ


د طارق محمد حامد
[/URL]

صلاة الفجر تلك المحبَّبة إلى قلوب العابدين المتَّقين، الطَّائعين لله - عزَّ وجلَّ - الثقيلةُ على المنافقين، هذه الصلاة العزيزة، منها نبدأ يومَنا، ونبدأ سعْيَنا إلى الله - عزَّ وجلَّ - ورحلتَنا لإصلاح أنفسنا التي طالَها ما طالها من ذنوبٍ ومعاصٍ، ورانَ على قلوبنا ما ران مِن هذه الأدران الفاسدة؛ من معصيةٍ لله - عزَّ وجلَّ - ومِن فسادٍ في النَّوايا والأخلاق، حتَّى ارتكَسْنا في مرتعٍ آسِن، لا تقرُّ معروفًا، ولا تنكر منكرًا.



من صلاة الفجر نبدأُ في تصحيح مسارِنا في الحياة، ومنها نبدأ رحلةَ الجهاد الشاقِّ، جهادَ النَّفْس - وما أشقَّه مِن جهاد! - كما ورد في الأثَر: "رجَعْنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر جهاد النَّفس".



وإليها يَنتهي المؤمن القائم القانت لربِّه في جوف الليل، يدعو ربَّه خوفًا وطمَعًا، يخضب جِيدَه بدموعه, ينتهي من قيام اللَّيل عند الفجر، فيخلص من نورٍ إلى نور، وإلى ركعتي الفجر التي قال عنها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لو يعلم الناس ما في ركعتَيِ الفجر من الخير لأَتَوهُما ولو حبْوًا)).



أوَّلاً: يدعو المؤمِنُ ربَّه في ذهابه للمسجد:

((اللَّهم اجعل لي في قلبي نورًا، وفي بصَري نورًا، وفي سَمْعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، ومن أمامي نورًا ومِن خَلْفي نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، اللهم اجعل لي نورًا)).



يلتمس الإنسان الطائع لربِّه هذا النُّورَ الذي يولد مع ولادة ذلك اليوم الجديد، فيختار لنفسه ولادةً نورانيَّة، حقيقيَّة جديدة، روحانيَّةً مِن هذه الصلاة العظيمة، وكما قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من صلَّى العتمتين في جماعةٍ فكأنَّما قام الليل كلَّه)).



فلْنَجعل من ولادة النُّور في صلاة الفجر ولادةً جديدة لنا، نعمِّق بها معانِيَ الإيمان في قلوبنا وأعمالِنا، فاللهَ الله في صلاة الفجر!



ويُروى عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أَّنه جلس مع أصحابه ذاتَ صباحٍ، فسألَهم: ((من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ من منكم اليوم اتبع جنازة؟ من عاد منكم اليوم مريضًا؟ من منكم تصدق اليوم بصدقة؟)).



قال أبو بكر الصِّديقُ - رضي الله عنه -: أنا يا رسول الله، فقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما اجتمعن في امرئٍ مسلم إلاَّ دخل الجنة))؛ رواه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه.



وما كان سَبْقُ أبي بكر للصحابة بكثرة صلاةٍ ولا صيام، ولكن بشيءٍ وَقر في صدره، ألاَ وهو الإيمان واليقين.



والإيمان ليس كلمةً تُقال باللِّسان، وإنَّما هو حقيقةٌ ذات تكاليف، وأمانةٌ ذات أعباء، وجهادٌ يَحتاج إلى صبرٍ، وجهدٌ يَحتاج إلى احتمال، كما قال سيد قطب - رحمه الله.



ولَم يكُنْ سؤال النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من منكم صلَّى الفجر في جماعة؟))؛ وذلك لأنَّ هذا الأمر من ثوابت المسلم التي ينبغي أن يتمسَّك بها.



فعن إبراهيم النَّخعي أنه قال: "إذا رأيتَ الرَّجُل يتهاون في تكبيرة الإحرام فاغسِل يديك منه".



وعن أبي لبابة قال: يقولون: "ركْعَتا الفجر، فيهما رغب الدَّهر، وطرفة عين من الصَّلاة المكتوبة خيرٌ من الدُّنيا وما فيها".



وصلاة الفجر لها معنًى خاصٌّ عندنا نحن المسلمين؛ وذلك لأنَّ عندها يَنتهي المسلمُ من قيام الليل الذي هو شرَفُ المؤمن وهو عزُّه، وفي سهام اللَّيل من الدُّعاء الذي لا يُخطئُ أبدًا، وفي التفسير عن استغفار يعقوبَ - عليه السَّلام - لأبنائه أخَّره إلى آخِر الليل، وصلاة الفجر بها يبدأ اليوم وبِها يبدأ النصر، نَصْر المسلم على نفسه وشيطانِه، وهواه وعدُوِّه.



قال الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يَعقد الشيطان على قافية رأسِ أحدكم إذا هو نام ثلاثَ عُقَد، يقول: ارقد عليك ليلٌ طويل، فإذا استيقظَ فذكَر الله انحلَّت عقدة، فإذا توضَّأ انحلت الثانية، فإذا صلى انحلَّت الثالثة، فقام نشيطَ البدن، وإلاَّ كان خبيثَ النَّفسِ كَسلان)).



وهي صلاة التمييز، تَمييز المؤمن من المُنافق، فيُروى عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "إذا تخلَّف الرجلُ عن صلاة الفجر والجماعةِ أسَأْنا به الظنَّ، ولقد رأيتُنا ما يتخلَّف عنها إلاَّ منافِقٌ مَعلوم النِّفاق، ولقد كان يُؤتَى بالرَّجُل يتهادى بين الرجلين حتَّى يُقام في الصَّف".



وقَلب المؤمن يَهفو لصلاة الفجر، ولسانُ حاله يقول: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84]، وبِصلاة الفجر تنبت الحكمةُ في القلب، والضِّياء في الوجه، والبَركةُ في الرِّزق، ودعاء النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - للأمة: ((بارك الله لأُمَّتي في بُكورها)).



ويالَها من صلاةٍ؛ هذه الصلاة الحبيبة للنَّفس! فعن الحسَن - رحمه الله - قال: "التَمِسوا الحَلاوة في ثلاث: الصَّلاة، والقرآن، والذِّكر، فإن وجدتُموها فامْضُوا وأبشِروا، وإن لَم تجدوها فاعلموا أنَّ أبوابكم مغلقة، وأعيدوا الكرَّة".



وما زال طارقُ الباب يطرقه، حتَّى يُقال له: أبشر بالفتوح.



فتعالوا بنا نبدَأْ في تصحيح مَسارِنا من صلاة الفجر، ونعُدْ بها عودةً للأمام، ونبدَأْ منها بإصلاحِ أحوالنا وجهادِ أنفسنا، ولْنَبدأ منها ترسيخَ الأخلاق والسَّجايا الإسلاميَّة فينا، وفي مجتمعاتنا.



وصلَّى الله على سيِّدنا محمد، والحمد لله ربِّ العالمين.





[URL="http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/2097/"]
(http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/2097/)

khaledbelal
04-16-2011, 04:36 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم

ابو تسنيم
04-16-2011, 05:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم علي النبي المصطفي عليه افضل الصلاه واتم التسليم
جزاكِ الله خيراً
صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين فيها مع أنها صلاة مباركة مشهوده أقسم الله بوقتها فقال : ((والفجر وليال عشر))الفجر

وقال تعالى : ((أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ))الاسراء

قال صلى الله عليه وسلم ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله )). اخرجه مسلم

فعن أبو ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى الصبح فهو في ذمة الله))رواه مسلم .

نعم إنها ذمة الله ليست ذمة ملك من ملوك الدنيا إنها ذمة ملك الملوك ورب الأرباب وخالق الأرض والسماوات ومن فيها ومن وصف نفسه فقال (( والأرض قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون))الزمر

ذمة الله التي تحيط بالمؤمن بالحماية له في نفسه وولده ودينه وسائر أمره فيحس بالطمأنينه في كنف الله وعهده وامانه في الدنيا والاخرة ويشعر أن عين الله ترعاه .

قال صلى الله عليه وسلم ((من صلى البردين دخل الجنة )) والبردين هما الفجر والعصر

وقال صلى الله عليه وسلم (( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ))

((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم كيف وجدتم عبادي فيقولون تركناهم وهو يصلون وأتيناهم وهم يصلون ))

وها هو ابن مسعود يقول : (( لقد رايتنا وما يتخلف عن صلاة الفجر إلا منافق معلوم النفاق ))

وااااااااااااااااااااااه ثم اااااااااااااااه مما ثبت في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رآى في رؤيا له :

((أن رجلاً مستلقياً على قفاه وآخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه فيشد في رأسه فتتدهور الحجر فإذا ذهب ليأخذه فلا يرجع حتى يعود رأسه كما كان يفعل به مثل المرة الأولى وهكذا حتى تقوم الساعة فقال صلى الله عليه وسلم من هذا يا جبريل ، قال هذا الذي يأخذ القرآن ويرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة ))

واخيراً

عباد الله كيف نأمل أن ينصرنا الله عز وجل وان يرزقنا ويهزم أعداءنا وان يمكن لنا في الأرض ونحن في تقصير وتفريط في حق الله .

كيف نسمع نداءه في كل يوم حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة خير من النوم ونحن لا نستجيب .

هل أمنا مكر الله ؟

هل نسينا وقوفنا بين يدي الله .

فياعبد الله قم عن الفراش وانهض من نومك واستعن بالله رب العالمين.

محمود يوسف
04-16-2011, 08:15 PM
جزاك الله خيرا

ABOHIYA
04-16-2011, 08:57 PM
جزاكم الله خير الجزاء على كل فائدة ملقات في هدى المنتدى