المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفي| #مصر _ مقالات واراء | عمرو عبدالعزيز : "انها اللحظات الأخيره يا سليمان "#...


S.N.N
07-19-2012, 09:45 PM
?#سلفي| #مصر _ مقالات واراء | عمرو عبدالعزيز : "انها اللحظات الأخيره يا سليمان "#SALAFY #L

هكذا يتردد النداء في عقله .. يركض الجميع هنا وهناك في محاوله لانقاذه ، يحاول بكل جهده أن يبقي عيناه مفتوحتين .. لكن النداء لا يتوقف .. يبدوا أنها اللحظات الأخيره بالفعل ..
أغمض عينيه للحظه .. رأى عرفات ينظر له في لوم وشماته !
لماذا يلومه ؟ لماذا يشمت فيه ؟
في اللحظه التاليه تذكر هذا الموقف .. عندما اتصل به عرفات وقت بداية حصار اسرائيل لمنزله تمهيداً لقتله ، كانت أيدي عرفات المرتعشه تدير قرص الهاتف وهي في ثقه أن سليمان سينقذ الموقف ، سيجري اتصالاته باسرائيل ويوقف الحصار القاتل ..
هرع موظف الهاتف لمدير المخابرات ليخبره بأن ياسر عرفات ينتظره على الهاتف .. لكن سليمان نظر له في سخريه وقال : دعوه على الهاتف للأبد .. في ستين داهيه !
هكذا ترك عرفات وحده يلقى مصيره أمام اليهود .. هكذا رفض مساعدته في المحنه الأخيره .. لهذا ينظر له في لوم وشماته .. الآن فهم !
فتح عينيه في ذعر .. ماذا حدث .. لماذا تذكر هذا الموقف الآن .. غلبه الألم فاضطر لاغماض عينيه مرة أخرى ..
هذه المره شاهد صدام حسين يتحسس ذلك الحبل الغليظ حول عنقه .. ينظر لسليمان في سخريه قائلاً : على الأقل أعطاني الله مهله لمراجعة نفسي يا أحمق .. أعطاني مهله لنطق الشهاده .. فهل ستنطقها ؟!
لماذا يسخر منه صدام ؟ لماذا يشمت فيه ؟
وراء صدام كانت هناك آلاف الانفجارات .. عشرات الآلاف من القتلى .. جثث احترقت حتى العظام .. مئات الفتيات المغتصبات يبكين تحت أقدام الجنود الأمريكان الذين ينظرون له جميعاً في امتنان .. على أكبر دبابه هناك يقف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي في غرور رافعاً رأسه في شموخ .. لكن ما ان رأى سليمان حتى انحني له في احترام وتقدير قائلاً له : سيدي عمر سليمان .. لقد استغللنا نصيحتك خير استغلال .. أنت من اقترحت علينا أن ندعي ارتباط العراق بالقاعده كحجه لاحتلاله .. وهاقد نفعت نصيحتك بصوره لم نكن نتخيلها .. فألف شكر لك أيها العظيم ، وانتظرنا في الجحيم فسنقابلك هناك لنشرب نخب هذا الانتصار !
مرة أخرى فتح عينيه في ذعر .. ماذا قال هذا الأحمق ؟ أي جحيم .. اللعنه .. لا يريد اغماض عينيه .. يحاول المقاومه بشده .. لكن الألم كان شديد القوه و .. آي ..
هذه المره كانت هناك حضانه لطيفه جداً ، عشرات الاطفال يلعبون المساكه وألعاب أخرى في ساحتها الواسعه .. البعض يضحك والبعض الآخر ذهب يشكو لمدرسته صغيرة السن من أن زميله (غلس يا أبله) !
فجأه حدث شئ يشبه البرق في السماء .. نزلت عشرات الالعاب في ساحة الحضانه .. ذهب الاطفال يركضون نحوها في سعاده وفضول كل ليأخذ لعبته بينما مدرستهم تصرخ في ذعر محاولة ابعادهم عنها .. لكن الاطفال كان أغلبهم قد أمسك كل منهم بلعبته .. وفجأه انطلقت عشرات الانفجارات .. راحت جثث الاطفال تتناثر والدماء والأشلاء تنتشر .. انهارت المُدرسه وهي تصرخ .. لقد كانت فكرتها هي فتح هذه الحضانه الآن حتى تبعد الاطفال الصغار عن أجواء الحرب الدائره في غزه .. كانت فكرتها أن تبتعد بهم عن مئات الانفجارات وانهيارات المنازل فوق أهاليهم .. أغلبهم فقد أهله فحاولت أن تنسيهم وتواسيهم .. لكن اليهود كانوا يمتلكون قنابل لكل سنوات العمر ! قنابل على شكل ألعاب وقنابل على شكل قنابل !
وسط صراخها نظرت اليه .. وقفت في غضب مجنون وركضت اليه هاتفة : أيها العميل القذر .. اسرائيل كلها تتحدث في سعاده عن قبولك وسعادتك بهذه الحرب علينا لاسقاط حماس التي تكرهها .. أيها القذر .. سأذبحك بأظافري !
في سرعه فتح عينيه مرة أخرى .. متى ينتهي هذا ؟ سيحاول ايقاف اغماض عينيه المفاجئ قدر الامكان .. سيقاوم الألم حتى النهايه .. المهم ألا يغمض عينيه مرة أخرى .. لابد ألا يتكرر هذا ..
كان هناك طبيب قلق ، مد يده بمحقن غليظ نحو صدره ، نظر الطبيب في سرعه اليه فوجده يبادله النظر بخوف ورعب ، قال له مبتسماً :
- تحمل يا سيدي .. لاتخف فلن تؤلم كثيراً !
في سره راح يهتف ضد الطبيب ، ليس المحقن ما أخاف يا أحمق ، ليس الألم ، بل اغماض عيني هو ما آخــا .. آي !
هذه المره كان في قبو مخيف .. انه يعرفه جيداً فقد قضى فيه سنوات طويله ينتزع الاعترافات .. انفتحت عشرات الزنازين فجأه وخرج آلاف الشباب .. بعضهم فقد اطرافه وبعضهم تقيحت جروح التعذيب في جسده حتى لعب فيها الدود ! ما ان رأوه حتى لمعت أعينهم في تصميم .. لقد شارك بنفسه في تعذيب الكثير من هؤلاء .. هذا الفتى البريطاني المسلم الذي أعطته لك بريطانيا كي تعذبه عندك بالوكاله .. هذا العالم الأمريكي ذو الأصول الباكستانيه الذي قطعت جسده بالسياط بعدما طلبت منك أمريكا أن (تتوصى عليه) ! هذا وهذا .. كل هؤلاء يتحركون نحوه في غضب وبطء .. لقد فعل بهم الأفاعيل ولن يتركوه .. تراجع بظهره حتى وجد الجدار الرطب القذر فصرخ في ذعر .. انه كابوس .. انه كابوس ..
للمرة الأخيره يفتح عينيه .. لقد أصابه الانهاك .. تعذيب وهو في وعيه وتعذيب وهو فاقد لوعيه .. هذه المره كان التعذيب أكبر .. سيصمد لفتره أطول دون أن يغمض عينيه .. سيحاول .. صمد كثيراً .. انهم يستخدمون جهاز الصدمات الكهربائيه .. جحظت عيناه في ألم وذعر .. لا لن يغلقها .. سيقاتل كي لا يغلقها .. لن يغلقها هذه المره .. لن ..
في النهايه جاءت السحب السوداء الكثيفه ، ثقلت عيناه رغماً عنه .. يرى وراء هذه السحب آلاف الشباب المصري الغاضب .. منهم من فقد عيناه ومنهم من تلقى عشرات الرصاصات في جسده .. الكل ينظر له في غضب وتصميم وترقب.. انت قادم الينا يا سليمان ..
انت قادم الينا ..
لا مفر ..
_____________________________________

جلست الفلاحه الصعيديه الى (الطبليه) بعدما أعدت طعام العشاء ، راح زوجها يمزح مع أطفاله الخمسه قليلاً قبل أن يلتفت اليها قائلاً في قلق :
- البلد كلها في رعب .. هناك ثلاثة شباب من الجماعات يختبئون في القريه .. وهم يعتقلون الكثير بلا جدوى ..
ردت عليه في قلق مماثل :
- انهم سيختبئون وسط حقول القصب والمزروعات كالمعتاد .. لن يكون في مقدور الداخليه الوصول اليهم .. ربنا يستر ..
وفي توتر أخذت رضيعها في حضنها ، وهي تنظر الى السماء راجيةً ..
على بعد كيلو متر واحد وقف هذا الظابط ذو الرتبه الكبيره جداً يتحدث في اللاسلكي .. كان الشحوب قد علا وجهه وهو يتلقى الأوامر الجديده .. راح يردد بلا انقطاع : - يا عمر بيه أرجوك .. يا عمر بيه أرجوك .. هناك عشرات الفلاحين بيوتهم وسط المزروعات ..
لكن أوامر عمر بيه كانت صارمه حاسمه .. سيستعمل أسلوباً جديداً لمكافحة اختباء شباب الجماعات في الحقول .. سيحرق الحقول بمن فيها .. سيلقن هؤلاء الفلاحين درساً لن ينسوه .. اذا اختبأ بعض الشباب في حقلك فاعلم انك ستحترق مع أسرتك وأطفالك .. فابذل جهدك كي لا يختبئ أحد عندك !
وفي يأس أصدر الظابط الكبير الأوامر الجديده ..
أما تلك الأسره .. فقد راحت المرأه تتشمم الهواء في استغراب .. قالت لزوجها في ارتياع :
- هناك رائحة دخان .. المحصول يحترق ..
هرع الفلاح الصعيدي كالمذعور نحو الباب ليفتحه .. لكن النار هبت فجأه داخلة الى منزله كأنها كانت تنتظره في لهفه .. اشتعلت النيران في أطفاله بينما راحت زوجته تصرخ .. هذا (عمر) الصغير ذو الثلاث سنوات يتلوى ويصرخ من النيران .. بينما (أحمد) ذو السنوات الخمس و (محمد) ذو السنوات السبع يدوران حول بعضهما في عجز وصراخهما يصم الآذان .. زوجته تحاول انقاذ الرضيع لكن النيران اشتعلت فيها هي الأخرى .. لم تستطع تركه فاحترقت هي ورضيعها .. الأب يسقط وسط الصراخ غير قادر على انقاذ (محمود) ذو السنوات العشر الذي حاول القفز من الشباك فوجد شعلات النار في انتظاره .. غير قادر على انقاذ نفسه ولا انقاذ أحد .. أغمض عينيه للمره الأخيره من الألم والحريق .. وهو يصرخ في عقله :
أنت قادم الي يا من فعلت هذا ..
أنت قادم الي ..
لامفر ..?

http://photos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/165953_467516006605487_1932642622_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=467516006605487&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1&relevant_count=1)