المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفي | #مقالات | #حسام عبدالعزيز يكتب #salafi #qانقلاب يوليو وليست ثورة ي...


S.N.N
07-27-2012, 08:23 PM
?#سلفي | #مقالات | #حسام عبدالعزيز يكتب #SALAFI #Q


انقلاب يوليو وليست ثورة يوليو


حكى لي أبي رحمه الله منذ سنوات أن جدي رأى قبل أسبوع من انقلاب 52 في منامه أنه يجلس في بستان وفي حجره أحمد فؤاد الثاني الرضيع قبل أن يداهم البستان ضباط بلباس الجيش ويقتلعون النخل. سألهم جدي رحمه الله كيف تفعلون هذا والنخل "تامر"؟ فأجابوه بحزم: مش شغلك.

وبعيدا عن المنامات كي لا تتهموني بالدروشة، لم تكن أحداث 23 يوليو 1952 ثورة وإنما انقلاب عسكري في الحقيقة، فالثورات ينفذها الشعب. الثورات لا يصحو الشعب ليسمع نبأ نجاحها في الإذاعة كما لو كان يتابع نتيجة مباراة لكرة القدم.

أعلن انقلابيو 52 أن هدفهم إقامة جيش وطني قوي بعد هزيمة الجيش في نكبة 1948 فكانت أبرز إنجازات انقلاب يوليو أن واجه أهالي بورسعيد العدوان الثلاثي عام 1956 بمفردهم وفي غياب كامل للجيش، وكانت النتيجة أن انهزمنا وغنى عبدالحليم "انتصرنا". وتسبب عبد الحكيم عامر ـ الذي وصل إلى منصب المشير بحكم علاقته بعبد الناصر وليس لكفائته ـ في إلحاق العار بالجيش المصري الذي اصطاده الإسرائيليون بالطائرات في صحراء سيناء.
وهكذا أقامت "الثورة" جيشها القوي!!

أعلن انقلابيو 52 أن هدفهم إقامة حياة ديمقراطية سليمة. وكانت أولى علامات الديمقراطية الإطاحة باللواء محمد نجيب الذي استخدمه الضباط الأحرار كواجهة لهم بحكم علو رتبته العسكرية ثم وضعه عبد الناصر تحت الإقامة الجبرية وحذف اسمه من كتب التاريخ كأول رئيس لجمهورية مصر العربية.

استمرت الديمقراطية بمذبحة مارس 1954 التي كان ضحيتها جماعة الإخوان المسلمين. إعدام سيد قطب وتعذيب زينب الغزالي ومئات الإسلاميين المعذبين بسوط عبد الناصر ورجاله. لقد كانت مراكز القوى وزوار الفجر أبرز ملامح الديمقراطية الناصرية وارتبط اسم ناصر بصلاح نصر وشمس بدران وحمزة البسيوني وغيرهم.

حكى لي والدي ـ وكان محاميا ـ كيف صدرت تعليمات لهم في النقابة عقب خطاب التنحي بالتظاهر ومطالبة عبد الناصر بالعودة عن قراره. الأمر نفسه تكرر في النقابات العمالية قاطبة.
وهكذا أقامت "الثورة" الحياة الديمقراطية السليمة التي لخصها منام جدي في عبارة: مش شغلك!!

أعلن انقلابيو 52 أن هدفهم القضاء على الاستعمار. فطرد الضباط الأحرار الإنجليز من مصر ليرتموا بعد سنوات قليلة في أحضان الاتحاد السوفيتي الملحد الذي لم ينفع مصر وقت العدوان الإسرائيلي على سيناء خلال أيام النكسة الستة.

والغريب أن أنصار عبد الناصر رفضوا أن يحملوه مسؤولية النكسة الذي تسبب بشكل مباشر فيها، لكنهم نسبوا له انتصار أكتوبر الذي مات قبله بثلاث سنوات.
والأغرب أن الشعب المصري هللوا للقضاء على مراكز القوى في عهد السادات وكأن هؤلاء الطغاة لم يصنعهم عبد الناصر وعصابته.

سعى عبد الناصر إلى وحدة مع سوريا سرعان ما فشلت بينما انفصل السودان عن مصر للمرة الأولى وهي الكارثة التي لم تحدث في عهد أسرة محمد علي التي يصفونها بالفساد.

لقد ترك عبد الناصر إرثا سيئا داخليا وخارجيا. هزيمة من إسرائيل.. رؤساء عرب على شاكلة القذافي وضعهم على كرسي الحكم.. قمع وتعذيب لكل من حمل همَّ هذا الدين، بل وطوَّع الدين لاعتقاداته الشخصية فلا زلت أذكر كتاب الاشتراكية في الإسلام الذي كان يدرسه والدي في طفولته والتي يظن قارؤه منذ الوهلة الأولى أن مذهب كارل ماركس ولينين الملحدين من صلب الإسلام.

لقد أعطانا انقلاب 1952 درسا هاما. وهو أن العسكر إذا قادوا دولة أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وها نحن نثور في هذه الأيام ضد العسكر وليتهم يستفيدون من انقلاب 52 ولهم في الملك فاروق أسوة، فقد رحل الرجل دون قطرة دم واحدة رغم إمكانية الاستعانة بالإنجليز. وليت رئيسنا ينتفع من درس محمد نجيب.
يسقط يسقط حكم العسكر.?

http://photos-a.xx.fbcdn.net/hphotos-snc6/268284_470525482971206_22185290_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=470525482971206&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1&relevant_count=1)