المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال حول الجبر والاختيار


mr.effect
05-10-2011, 08:42 PM
السلام عليكم

انا قررات ان اترح سوألى هنا يمكن القى اجابة المهم السؤال حول موضوع الجبر والاختيار
تعبت من التفكير وتعبت من البحث لانى وجدت كلام كتير جدا وانا لست من هواة الفراءة لذلك اتمنى لو احد يفهمنى ويجيب على اسئلتى فى اطار بسيط بدون اطالة
السوأل الاول هل نحن مخيرون ام اننا مجرد افعال تتحرك بأومر مكتوبة ياعنى لا شك فى ان الله يعلم ما اتى وما سيأتى وقدر مسيرنا بكل شى حلو ووحش ايضا اذا انا ذنبى اية علشان اتحساب هو انا اللى قررت ابقى وحش ياعنى لو عملت شئ غلط اتحسب لية اذا كان مش بأيدى الاختيار ودة مكتوب ولزم يحصل الدليل على كلامى اهو

قَالَ : ثنا أَبُو خَلِيفَةَ ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ ، وَشُعَيْثُ بْنُ مُحْرِزٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ : " إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، ثُمَّ يَكُونُ علَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهِ إِلَيْهِ مَلَكًا ، فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ ، يَقُولُ : اكْتُبْ عَمَلَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلا ذِرَاعٌ فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلَ النَّارَ , وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلا ذِرَاعٌ فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّة "لحد الحديث دة وانا مش فاهم حاجة لو حد عندى اى رد واضح وبدليل قاطع غير قابل للنقاش حتى يتبين الامر جيدا يقولى وبدون اطالة او نقل كلام من منتديات اخرى لانى شفت كلام وبحثت كتير ولما افهم شئ واجد التفسير سهلا بدون مقدمات طويلة جدا جدا جدا واسف على الاطالة
وبالتوفيق للجميع

سمير السكندرى
05-11-2011, 12:02 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كل ما يجري في هذا الكون مهما صغر أو عظم هو بقضاء الله تعالى وقدره وسبق علمه به في سابق أزله، كما قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر: 49 } وقال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد.." إلى آخر الحديث. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة.وفي سنن أبي داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول ما خلق القلم، فقال له اكتب، قال: وما أكتب يا رب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة.

وفي حديث مسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.

ويدخل في عموم شيء أفعال العباد، وهي تشمل حركاتهم وأفكارهم واختيارهم فكل ما يعمله الإنسان أو يحصل من خير أو شر فهو مقدر قبل ميلاده.

ومع ذلك فقد جعل الله تبارك وتعالى للعبد اختيارا ومشيئة وإرادة بها يختار طريق الخير أو الشر، وبها يفعل ما يريد، وعلى أساسها يحاسب على أفعاله التي اختارها لنفسه لأنها أفعاله حقيقة، ولذلك فالاختيار مع وجود العقل وعدم الإكراه هو مناط التكليف إذا فُقِد ارتفع التكليف. ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه إذا سلب ما وهب أسقط ما أوجب.

ومما يدل على خلق الله لأفعال العباد قوله تعالى: وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ{الصافات: 96} وقوله تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وفي الحديث: إن الله خالق كل صانع وصنعته. رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي والألباني.

فقد أثبت في الآيتين أن لهم عملا ومشيئة وأسندهما إليهم وأثبت أنهما من خلق الله. وعلى هذه المشيئة والعمل الذي يفعله العبد باختياره يحاسب العبد ويجازى ويسامح فيما فعله من دون قصد أو كان مضطرا إليه، وذلك أن الله خلق الإنسان وأعطاه إرادة ومشيئة وقدرة واستطاعة واختيارا، وجعل فيه قابلية الخير والشر. قال تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا {الشمس:7، 8}.

وقال تعالى: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ {المائدة:34}.

وقال تعالى: فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا {آل عمران:97}.

وقال تعالى: وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا [آل عمران:145].

وقال تعالى: إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً [الإنسان:29].

وفي الحديث: إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده. رواه البخاري.

وقد كلف الله الإنسان وألزمه الأحكام باعتبار ما أعطاه من العقل والطاقات والإرادة، فإذا فقد هذه الأشياء فعجز أو أكره أو حبس لم يعد مكلفا.
ولا يقال إن الإنسان مسير أو مخير بالإطلاق بل الحق أن الإنسان مخير ومسير، فهو ميسر لما خلق له، أما كونه مخيراً فلأن الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً و إدراكاً وإرادةً فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع وما يلائمه وما لا يلائمه، فيختار لنفسه المناسب ويدع غيره، وبذلك تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي، واستحق العبد الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية. قال تعالى إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا {الإنسان: 2،3}

وأما كونه مسيراً فلأنه لا يخرج بشيء من أعماله كلها عن قدرة الله تعالى ومشيئته، قال عز من قائل: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ {التَّكوير:29} وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب مقادير الخلق إلى يوم القيامة" رواه الترمذي وصححه، وأبو داوود. والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة جداً.
ولذلك فالإنسان ميسر لما خلق له، ففي صحيح مسلم أن سراقة بن مالك قال: يا رسول الله؛ بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيما العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل؟ قال: لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير. قال: ففيم العمل؟ قال: اعملوا، فكل ميسر، وفي رواية: كل عامل ميسر لعمله.

قال النووي في شرح مسلم: وفي هذه الأحاديث النهي عن ترك العمل والاتكال على ما سبق به القدر، بل تجب الأعمال والتكاليف التي ورد الشرع بها، وكل ميسر لما خلق له لا يقدر على غيره.

فما يفعله العبد من الأفعال يفعله بمحض اختياره وإرادته، وكل إنسان يعرف الفرق بين ما يقع منه باختيار وبين ما يقع منه باضطرار وإجبار، فالإنسان الذي ينزل من السطح على السلم نزولا اختياريا يعرف أنه مختار، على العكس من سقوطه هاويا من السطح إلى الأرض، فإنه يعلم أنه ليس مختارا لذلك، ويعرف الفرق بين الفعلين، فهو في الأول مختار، وفي الثاني غير مختار.

وبناء على هذا، فإن الإنسان يعمل باختياره يأكل ما شاء، ويتزوج من شاء، ويعمل ما شاء، والله يراقب أعماله ويجازيه على اختياره ما دام عاقلا

قال تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ {التوبة:105}.

وقال تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {النحل:32}.

قال الشيخ الألباني: أدلة الوحي تفيد أن للإنسان كسبا وعملا وقدرة وإرادة، وبسبب تصرفه بتلك القدرة والإرادة يكون من أهل الجنة أو النار.

هذا؛ ويجب التنبه إلى البعد عن الخوض في القدر، عملا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه: إذا ذكر القدر فأمسكوا. رواه الطبراني وصححه الألباني.

وراجع شفاء العليل لابن القيم.

والله أعلم.
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&lang=A&Id=79824

mr.effect
05-11-2011, 12:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

اولا انا بشكرك جدا اخى سمير السكندرى على الرد والتوضيح بس معلش لى تعقيب بسيط
حضرتك بتقول ان الانسان يدرك ما يفعل من خير وشر لكن فى كتاب حدد لك مسيرك ان تفعل الخير والشر ياعنى انا مثلا عندى مشكلة وحليت فيها حل غلط ولم اتوصل الى الصح هذا غلط منى ولا اقول مثلا ان الله قدر لى ان لا اعرف الحل الصح علشان كدا معرفتش معنى كدا ان الاتنين صح يااخى انا تعبت من البحث سأعطى لك مثلا وجوبنى على اساسة لو امكن نفترض انا هعمل اختبار لبعض الطلابة اللى هينجح فية يبقى ممتاز واللى يرسب يبقى فاشل مثلا على سيبل المثال ياعنى انا هنا لا اعلم نتيجة الاختبار فا يكون كل واحد منهم مسئول عن ما يكتبة فى الامتحان لكن فى حقيقى الامر لو انا مخير بفعل شئ معين انا مخير بين عدة حلول ولكن قد قدر لى ان اختر شئ معين انا استغفر الله على التشبية طبعا ياعنى الموضوع اشبة بمخرج صور فيلم وفية مشاهد معين صعب ان المخرج يتفرج على الفيلم تانى ويتوقع ان المشهد هيتغير لله المثل الاعلى واستغفر الله على التشبية دة مجرد توضيح مش اكتر السوأل هنا وهو الاهم لو انا عملت شئ غلط ودخلت النار اتعذب لية هو انا اللى اخترت ان افعل شئ صح ولا غلط اذا كان افعالى كلها كتبت لى قبل ما اتولد ياعنى انا اشبة بى شخص ينفذ ما كتب ليس لة خيار انا عارف ان الموضوع معقد ومش سهل بس انا مؤمن ان فى حكمة من كدا وان فى حل للموضوع ففى النهاية لو لم اصل الى حل فا سنقول جميعا نحن مسلمون سمعنا واطعنا وانا لى جملة شهيرة بقولها دئما انا انفذ ما امرنى بة الله دون ان اعلم لماذا فا كون انى لما اعرف السبب فهذا عيب منى والله يوفقنى لاعرف السبب ففى البدابة مثلا الصلاة تبين ان ملامسة الدماغ عدة مرات للارض تفرغ كهرباء المخ ومازلا يتبين فوائدها لكن مش عيب انى ابحث عن لية وكيف وازى اتمنى تكون فهمنى اخى واسف على الاطالة

سمير السكندرى
05-11-2011, 06:42 AM
الإنسان مسير وميسر ومخير، فهو مسير وميسر بحسب ما مضى من قدر الله، فإن الله قدر الأقدار وقضى ما يكون في العالم قبل أن يخلق السماء والأرض بخمسين ألف سنة، قدر كل شيء سبحانه وتعالى، وسبق علمه بكل شيء، كما قال عز وجل: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ[1]، وقال سبحانه: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا[2]، وقال عز وجل في كتابه العظيم: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ[3]، فالأمور كلها قد سبق بها علم الله وقضاؤه سبحانه وتعالى، وكل مسير وميسر لما خُلق له، كما قال سبحانه: هو الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ[4]، وقال سبحانه: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى[5]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء)) أخرجه مسلم في صحيحه.

ومن أصول الإيمان الستة: الإيمان بالقدر خيره وشره، فالإنسان ميسر ومسير من هذه الحيثية لما خُلق له على ما مضى من قدر الله، لا يخرج عن قدر الله، كما قال سبحانه: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ[6]، وهو مخير أيضاً من جهة ما أعطاه الله من العقل والإرادة والمشيئة، فكل إنسان له عقل إلا أن يسلب كالمجانين، ولكن الأصل هو العقل، فمن كان عنده العقل فهو مخير يستطيع أن يعمل الخير والشر، قال تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ[7]، وقال جل وعلا: تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ[8] فللعباد إرادة، ولهم مشيئة، وهم فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[9]، وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ[10]، وقال تعالى: إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ[11]، فالعبد له فعل وله صنع وله عمل، والله سبحانه هو خالقه وخالق فعله وصنعه وعمله، وقال عز وجل: فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ[12]، وقال سبحانه: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[13] فكل إنسان له مشيئة، وله إرادة، وله عمل، وله صنع، وله اختيار ولهذا كلف، فهو مأمور بطاعة الله ورسوله، وبترك ما نهى الله عنه ورسوله، مأمور بفعل الواجبات، وترك المحرمات، مأمور بأن يعدل مع إخوانه ولا يظلم، فهو مأمور بهذه الأشياء، وله قدرة، وله اختيار، وله إرادة فهو المصلي، وهو الصائم، وهو الزاني، وهو السارق، وهكذا في جميع الأفعال، هو الآكل، وهو الشارب. فهو مسؤول عن جميع هذه الأشياء؛ لأن له اختياراً وله مشيئة، فهو مخير من هذه الحيثية؛ لأن الله أعطاه عقلاً وإرادة ومشيئة وفعلاً، فهو ميسر ومخير، مسير من جهة ما مضى من قدر الله، فعليه أن يراعي القدر فيقول: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ[14]، إذا أصابه شيء مما يكره، ويقول: قدر الله وما شاء فعل، يتعزى بقدر الله، وعليه أن يجاهد نفسه ويحاسبها بأداء ما أوجب الله، وبترك ما حرم الله، بأداء الأمانة، وبأداء الحقوق، وبالنصح لكل مسلم، فهو ميسر من جهة قدر الله، ومخير من جهة ما أعطاه الله من العقل والمشيئة والإرادة والاختيار، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار))، فقال بعض الصحابة رضي الله عنهم: ففيم العمل يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى[15]. والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وكلها تدل على ما ذكرنا. والله ولي التوفيق.
http://www.binbaz.org.sa/mat/1900

ابو تسنيم
05-11-2011, 12:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله اليك شيخنا وبارك الله فيك
واذا سمحت لي باضافه بسيطه وارجوا الا يكون سوء ادب ان اقوم باضافه بعد كلامك الوافي
اخي الحبيب الكريم يا هلا وغلا فيك بيننا ونورت المنتدي
بالنسبه لسؤالك الذي يشغل الكثير من الفلاسفه والمفكرين في موضوع الجبر والسببيه والاختيار وغيره
اقول والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه : فالجبر عند من يزعمه هو نفي الفعل حقيقة من العبد، وإضافته إلى الرب، فكأن الله في زعمهم يُكرِه عباده على فعل الذنوب كما يُكرِههم على فعل الطاعات. وأما الاختيار، فهو إثبات قدرة العبد على اختيار الخير والاندفاع نحوه، والنفور من الشر والبعد عنه.
وجميع الشوبهات في هذا الامر تتنحصر تحت اربع نقاط :-

1- إما أننا مخيرون فيما نعمل و اختيارنا يحدد النتائج (تخيير و سببية)
2- أو أننا مخيرون فيما نعمل و لكن النتائج محتومة (تخيير و حتمية)
3- أو أننا مسيرون، نعمل و فق ما كتب لنا ثم ما نعمله يحدد النتائج (جبر و سببية)
4- أو أخيراً نحن مسيرون في الفعل و كذلك النتائج محتومة (جبر و حتمية)

وكنت اود اخي الحبيب الشرح باستفاضه ولكنك طلبت بعدم الاطاله ونحترم رغبتك

الجبرية
يقولون كل شئ مسطور في اللوح المحفوظ سواء المقدمات أو النتائج أي أن القدر بنوعيه لا يد لنا فيه، و يحتجون بجفاف الأقلام و طي الصحف، و هم بذلك يرون أن أعمالنا و كذلك مصائرنا مقررة لنا لا اختيار لنا فيها سواء كانت في الدنيا أو الآخرة.
القدرية.
كما اسطلح على تسميتهم هم الذين ينفون القدر بأن يرجعوا كل فعل الإنسان و ما يصيبه لاختياره فهم يقولون بالإختيار و السببيه
أي أن القدر بنوعيه رهن تحكم الإنسان.
الإختياريون
يقولون نحن محاسبون على أعمالنا و لا حساب من غير اختيار، و يحتجون بأيات التكليف و آيات الإختيار و بعدل الله الذي لا يحاسبنا على ما لا حيلة لنا فيه، و بأن الله لم يخلقنا عبثاً. و بأن الإنسان صالح للخير و للشر و أنه إن كان مجبولاً على شئ فإنما هو مجبول على الفطرة النقية التي فطر الله الناس عليها. أي أنهم يقولون بالتخيير في الأعمال فهم في هذا متفقون مع القدرية، لكنهم يختلفون في النتائج.
الجبر و السببية
فلا يقول به أحد لأنه غير منطقي. و ذلك لأنك إن كنت مجبراً على المقدمات فلو اتبعت قانون السببية لوصلت لنتائج معينة لم تكن لتصل إلى غيرها، و هذه هي الحتمية. أي أن الجبر مع السببية تقودك للحتمية.
وواللهِ يا اخي الموضوع كبير ورائع ولكن حفاظاً علي طلبك نكتفي
واكرر اسفي للمداخله بعد مداخلة الشيخ وارجوا الا يعتبر هذا سوء ادب
جزاكم الله خيراً وآسف للاطاله

سمير السكندرى
05-11-2011, 04:28 PM
احسن الله اليك اخى ابو تسنيم

mr.effect
05-11-2011, 05:59 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

اولا اشكركم جميعا وبارك الله فيكم جميعا
انا بس عايز اقول حاجة وحدة لان واضح ان الموضوع مش معقد بس لاء دة معقد جدا جدا جدا والاحديث المذكورة جميعا فيها معنى الجبر واضح وهو ان اذا كان كل فرد منا من قبل ما يتولد تم تحديد مكانة فى الجنة او النار الجملة دى كفاية لتعطى لنا مفهوم الجبر فين اختيارى انا على اى ذنب هتحسب اذا كانت انا لا املك ارادة فعالية انا املك عقل وفكر وادارة دة حقيقى بس كل ما املكة محتومة نتائجة اى محددة ياعنى انا مليش اختيار فيها وانا زى ما قولت فى المثال السابق بتاع التلميذ والامتحان اذا كانت انا محدد من فيهم هينجح ومين فيهم هيفشل لزمتها اية انى اعمل الامتحان ما انا عارف النتيجة واى كان رد فعل التلميذ هيوصلو للنتيجة اللى انا حددتها والحديث عن الرسول صلى الله علية وسلم اللى قولتة فى اول الموضوع انا فهمتو بهذا الشكل ان كل واحد لة كتاب حتى وان عمل بعمل اهل الجنة ولكن مكتوب فى كتابة ان يدخل النار يغلب علية ويدخل النار فأين الاختيار هنا ؟

انا عايز اللى يرد علية يعطى لى الاجابة مش بصورة اللهجة العربية الفصحى لانى اريد حقيقة فعالية مش عايز ادخل فى مفهيم احنا صنعنها وقولنا جبر واختيار وحتمية وسببية لاء عايز كلام واضح والاهم ان صاحب الرد يكون مقتنع بالرد اللى بيقولة وانا برضو عندى عقل وقدرت اوصل الى نتيجة ياعنى اخر حاجة وصلت ليها ومش عارف اذا كانت صح ولا غلط لكن فى النهاية النتجية ابعدتنى عن الشكوك واحديث الشيطان المهم اية هى النتيجة هى ان مش عارف اقولها ازى اخشى ان اقول على الله ما لا اعلم واستغفرك ربى ولكن لا عيب فى التوضيح كانت سألت صديق لى عن الموضوع دة وقال جملة كدا ياعنى يمكن تكون مفيدة قال لو انت ملك وعندك مال وسلطان والى اخرة تعمل اية علشان تحس بالعظمة اكيد هتجيب خدمين بقى والى اخرة فا انا فهمت من الكلام دة ان ربنا خلقنا للعبادة بأى كانت اخرتها سوء جنة او نار دى احنا ملناش يد فيها بس ربنا قال وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ(46) سورة فصلت
فا علشان كدا انا بحاول اشوف حل لانى مش عارف ازى ربنا مش بيظلمنا وانا لو دخلت النار انا مخترتش افعالى دى حاجات مكتوبة انا مليش دعوة بيها ياعنى واضح انى فى حاجة انا مش فهمها هنا بس اية معرفش ولكن برضو بشوف الاية دى استغرب
قال تعالى في سورة النساء[ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم وكان الله شاكرا عليما[147]] بصراحة انا عقلى مش قادر يجب تفسير لكل دة لو اى احد منكم عندة رد فى اطار تفيسر الصور والاحديث اللى ذكرتها يارت لو ميبخلش علينا لانى تعبت لكن فى النهاية علشان اريح عقلى ماهما كانت الردود والنتيجة فالله الامر من قبل ومن بعد واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله بس مش عيب انى احاول افهم وانا اسف على الاطالة واسف على تعبكم معى بس اعتقد ان الموضوع يستهل تفكرنا وتعبنا وبالتوفيق للجميع

سمير السكندرى
05-11-2011, 07:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخى الفاضل

الحق والصواب. ويؤيده العقل والواقع وعموم الأدلة من الكتاب والسنة. فى ان الإنسان مسير في أمور منها:

موته، وحياته، وموطنه، وأصله، وقبيلته، ولون بشرته، وأمه، وأبيه، ودقات قلبه، وجريان دمه...الخ.

ومخير في أمور أخرى، منها:

أن يؤمن أو أن يكفر، أن يطيع الله عز وجل أو أن يعصيه، أن يفعل الخير أو أن يترك، وأن يفعل الشر أو أن يقصر.

وبذلك يثبتون للإنسان مشيئة، ولكنها مشيئة محدودة تندرج تحت مشيئة الله تبارك وتعالى. قال تعالى:[وما تشاءون إلا أن يشاء الله].

سُئل علي رضي الله عنه عن القدر فقال:(أما إذ أبيت فإنه أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض)

فهذه المشيئة المحدودة التي جعلها الله عز وجل للإنسان هي التي سوف يحاسبه عليها ويدينه بها يوم القيامة، وإلا فإن الله عز وجل لن يحاسب الإنسان فيما لا مشيئة له ولا اختيار. بل فيما نواه وعزم عليه وفعله باختياره وإرادته. قال صلى الله عليه وسلم:(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى)).

ثم ما أدراك أن الله قد قدر عليك أنك سوف تفعل كذا وكذا. أطلعت على اللوح المحفوظ؟ أم أطلعك الله على الغيب؟. ولكنك فعلت ما فعلت بمحض اختيارك وإرادتك ولم يجبرك عليها أحد. فالله عز وجل قد أثبت لك مشيئة في فعل الخير والشر. وأنت الذي اخترت. فلا حجة لك في ذلك

إن عِلم الله عز وجل في هذه المسألة ينقسم إلى أربعة أقسام: فالله عز وجل يعلم: ما كان – وما يكون – وما سيكون – وما لم يكن أن لو كان كيف سيكون يعلمه الله(المستحيل الذي لم يقع).

وبناء ًَعلى هذا العلم الأزلي القديم سبق في عِلم الله عز وجل قبل أن يخلق السموات والأرض والإنسان أن فلاناً من الناس سوف يفعل كذا وكذا فقدره عليه علماً لا جبراً.

mr.effect
05-11-2011, 10:20 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

تمام اخى فهمت جزاك الله كل خير وما فهمتة هو ان الانسان كتبة علية ما اختارة ياعنى دة اختيارنا بس ربنا عارف ذلك الاختيار او للاجابة الفعلية على كل من يسئل السوأل هقولة هل انت تشعر ان حد يجبرك على فعل الشئ ام انك من تختار الطريق والفعل واتمنى من اى حد يبحث ويجد الموضوع دة انة يأمن بأن الله لا يظلم العبيد ويستعيذ بالله من الشيطان
وشكرا للجميع وبالتوفيق