المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفى || هزيمة جديدة للثورة المضادة بقيادة شنودة الثالث || المرصد الاسلامى لمقاو...


S.N.N
10-10-2011, 05:51 AM
?سلفى || هزيمة جديدة للثورة المضادة بقيادة شنودة الثالث ||

المرصد الاسلامى لمقاومة التنصير

أكثر ما آلمني في أحداث العنف التي روعت وسط القاهرة ليلة أمس ، هم هؤلاء الضحايا البسطاء من الجنود وفقراء الأقباط معا ، الذين ذهبوا ضحية طموحات سياسية لبعض رجال الكنيسة الأكثر تطرفا في تاريخ مصر الحديث ، قتلى وضحايا بلا قضية في الحقيقة ، إلا العبث والاستخفاف بأرواح البشر ومحاولة تقديم المزيد من الجثث على محرقة الطائفية التي تتصور أن مصر الآن في لحظات ضعفها ، وأنه يمكن ابتزازها ، حكومة وشعبا ، أو يمكن كسر عنفوان ثورتها الجديدة بتوسيع وحل الطائفية .

عندما تقارن بين الهدوء والبساطة الشديدة التي يتم بها احتواء مشكلة مضيفة قريبة المريناب في ادفو بأسوان ، وبين العنف والنار والسلاح الأبيض والناري الذي حمله متطرفون أقباط بدعم وتحريض من القساوسة في قلب القاهرة ، وتحديدا عند مبنى التليفزيون الذي أريد له أن يتحول إلى حائط المبكى الدائم للمتطرفين ، عندما تقارن بين المشهدين ستدرك بوضوح طبيعة الانتهازية السياسية التي حركت أحداث القاهرة أمس ، والتي أتت بعد يومين فقط من تهديدات علنية ومسجلة بالصوت والصورة لقيادات كنسية تهدد المسؤولين بالقتل وتهدد المشير والمجلس العسكري بالويل إذا لم يرضخوا لطلبات القساوسة ، ولما لم يعزل محافظ أسوان كما أرادوا ، نفذوا تهديدهم بكل الدقة التي حددها القساوسة "خلال ثمان وأربعين ساعة" حسب نص كلامهم في الشريط المصور ، فحشدوا عدة آلاف مسلحين بالأسلحة النارية والسنج والمطاوي والشوم وقنابل المولوتوف وقتلوا وأصابوا أكثر من خمسين من ضباط وجنود الشرطة العسكرية وأشعلوا النار في كل ما قابلهم من سيارات وحطموا مباني صحفية أو ممتلكات عامة وخاصة بما في ذلك آليات الجيش .

وللأمانة فإن التحريض والتهييج والتمهيد للعنف والانتقام من الشرطة العسكرية لم يقم بها القساوسة المتطرفون وحدهم ، بل قام به نشطاء وأدباء ، مثل ما فعله علاء الأسواني في قناة الجزيرة عندما حرض الأقباط وشحنهم لأقصى مدى بالعنف المكبوت تجاه الشرطة العسكرية بوصفها متواطئة مع من سماهم الوهابيين من أجل سحق الأقباط وإهانة رموزهم حسب قوله ، وحزنت كثيرا من جرأة علاء على الكذب وتخيلت عند رؤيتي لشريطه أنه أفرط في الشراب الذي ابتلي به ولم يكن في حالته العقلية العادية ، لأنه راح يحكي قصصا وحواديت عجيبة جدا ولا صلة لها بتاتا بالواقع وكأنه يحكي عن قرية أخرى غير المريناب التي يدور حولها الجدل ، كان جريئا جدا على الحكي الخرافي وكأنه يقرأ في نص مقدس وأنه قد كشفت عنه الحجب فعلم ما لم يعلمه حتى سكان المريناب نفسها ، وتحدث عن كنيسة في المريناب منذ 1940 بينما المبنى كان منزلا لمواطن باعه بحكم محكمة سنة 2008 لأحد رجال الدين ، وجميع إيصالات الكهرباء والمياه حتى اليوم باسم المواطن كمنزل عادي ، والحقيقة أن لا معنى لتكرار هذا الكلام ، لأن ما قاله الأسواني بعصبية مفتعلة شيء لا يصدق أن يخرج من عاقل ولا يصلح للنقاش أساسا .

وفي تقديري أن ما حدث أمس هو محاولة أخرى من محاولات "الثورة المضادة" لوقف مسار الديمقراطية في مصر ، ومحاولة خلق واقع يتسم بالفوضى والعنف لقطع الطريق على مسار الثورة وإنجازاتها ، وبدون أي تكلف أو افتئات نذكر الجميع بأن الكنيسة المصرية كانت تراهن على مشروع التوريث علنا ، وتأييد جمال مبارك وريثا للسلطة بشكل واضح وحاسم وصريح ، وكان كلام البابا شنودة نفسه وقيادات الكنيسة معه قاطعا وحماسيا في ذلك ، وعندما حاول بعض الأقباط مراجعة البابا أصر على كلامه وقال قولته الشهيرة "هاتولي راجل آخر في مصر غير جمال يصلح لرئاسة الدولة ، نحن نثق في جمال" ، وبالتالي عندما أسقطت ثورة يناير مشروع التوريث فقد أسقطت معه رهان الكنيسة المصرية السياسي ، وتحولت الكنيسة من ساعتها إلى جزء من الثورة المضادة ، ولقد آن لعقلاء الأقباط أن يقنعوا القيادة الكنسية وجيل الوسط فيها وهو شديد التطرف ، بأن الأمر انتهى ، ولا عودة للوراء ، وأن مصر لا خيار أمامها سوى الديمقراطية وسيادة القانون ودولة المؤسسات ، وأن زمن مبارك انتهى ، وأن جمال مبارك لن يعود .

كل أسبوع تقريبا يحدث اختراع لمشكلة كنسية جديدة ، في تحرش واضح بالمجتمع والدولة معا ، وكانت الشماعة من قبل أن السلطة ترفض إخراج قانون دور العبادة الموحد ، فلما أخرجته السلطة أخيرا رفضته الكنيسة نفسها ، لأنها لا تريد قانونا من حيث الأساس ، تريد أن تكون إرادتها هي القانون وكفى ، ويبدو أن صدور قرار الدعوة لانتخابات مجلس الشعب قد أصاب قيادات كنسية بالتوتر الزائد ، فحاولوا إشعال البلد قبل ثمان وأربعين ساعة من فتح باب الترشيح ، وبسرعة التقط الخيط "فلول" الوطني الذين سارعوا إلى الحديث في الفضائيات علنا بأن ما حدث يثبت أن البلد غير جاهز للانتخابات وأنه لا بد من تأجيلها ، هكذا عيني عينك ، وبالمفتشر كما يقول العامة .

ما حدث بالأمس ، رغم بشاعته ، إلا أنه سيظل فقاعة سياسية وأمنية صغيرة في بلد بحجم مصر ، وشعب عريق بحجم وخبرة وتسامح الشعب المصري ، وأنا واثق من أن زخم الثورة الذي ما زال حيا ونابضا سيفرغ هذه الفقاعة سريعا ، وستعبر مصر كل هذه المؤامرات "الصغيرة" بكل يسر وثبات ، وكل ما أتمناه أن تتخذ العدالة مجراها تجاه كل من شارك في هذه الأعمال الإجرامية ، وكل من حرض عليها ، إن سيادة القانون وسيفه يكون أحيانا قاسيا وخشنا ، خاصة إذا طال شخصيات تظن أنها فوق القانون ، ولكن القانون يبقى في النهاية هو السبيل الوحيد لترسيخ الأمن والأمان ، وحماية الوطن من الهزات الخطرة .

خالص العزاء للقوات المسلحة في رجالها الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء لوطنهم وحقنا لدماء أبنائه ، فتلقت صدورهم رصاصات الغدر وقد كانوا قادرين على البدء باستخدام السلاح ، وخالص العزاء للأسر القبطية التي فقدت بعض أبنائها في محرقة إجرامية لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، ضللهم فيها قيادات كنسية فذهبت أرواحهم فداءا لطموحات سياسية رخيصة لبعض رجال الدين المتطرفين الذين لا بد من أن تطالهم يد العدالة بكل حسم .?

http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/299261_284193024937787_208614759162281_1095683_265 927266_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=284193024937787&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)
Wall Photos (http://www.facebook.com/media/set/?set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)