المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة الإسفنجية


المشتاقة للجنة
04-10-2010, 03:14 PM
<b>

المرأة الإسفنجية إلى قاصرات الطرف


يا معشر النساء
«القرش الأبيض لليوم الأسود» مثلٌ تردده بعض النساء وتحرص على تطبيقه.
فالمرأة والإنفاق أمران متلازمان؛ فغالب النساء تنفق وبسخاء ولا تدخر شيئًا من مالها!! إلا أن المثل الذي تردده لا ينطبق على الأزياء والفساتين والأحذية. وإنما ينطبق على الزوج والوالدين والأقارب والأعمال الخيرية!!

ها هي مدرِّسةٌ تعمل ست ساعات يوميًا وهي واقفة على قدميها تتنقل من فصل إلى فصل ومن طابق إلى طابق وربما صعدت طوابق عُليا وهي مريضة متعبة، أو في مراحل الحمل الأخيرة. وتجاهد وتجاهد.

أما في المساء فتبدأ رحلة التصحيح والتحضير لمدة ساعات. ونتيجة لهذا الجهد المتواصل طوال شهر كامل تأخذ أجرًا يقارب الستة آلاف ريال؛ ثمن جهدها وعرقها وتعبها..

ورغم أنها المرأة المتعلمة إلا أنها تنفق هذا المال بعد هذا الجهد إنفاقًا غير صحيح وتصرفه في مصارف عجيبة! فربما اشترت بنصف هذا المرتب ساعة أو فستانًا.

أما الدار الآخرة فلا نصيب لها بل المثل على لسانها تردده!!
أما الأخرى من العاملات فهي قابضة غير منفقة، تردد: القرش الأبيض لليوم الأسود، شحٌ وبخل؛ فلا تنفق ريالاً لمنزلها ولا لمأكلها، ولا تشتري حذاء لطفلها، ولا يعرف الأيتام والأرامل ريالاً من يدها!! وكلما غلبتها شهوة الملبس والمأكل رددت المثل وهي تنظر إلى الريال وتحدثه: أنت لليوم الأسود.

وقد يحدث من جَرَّاء بخلها وعدم إنفاقها مشاكل مع زوجها أو أبنائها وتكون أيامها سوداء وهي لا ترى ولا تبصر، إنما تسمع أقوال صويحباتها في الشح وعدم إعانة الزوج والمحتاجين، فتموت مرتين: مرة من جراء الجهد المبذول في العمل، والثانية في متابعة الريال ومشاكله!!

أما الأخت الموفقة فقد احتسبت الأجر في عملها، وإذا رزقها الله من ماله الذي أتى رزقًا لها فهي تسارع إلى الإنفاق في أوجه الخير، وتطرد اليوم الأسود بذلك الإنفاق والإحسان.

ترى أن المال هبة من الله يعطيه من يشاء ويمنعه عمن يشاء، وأن للأمة حقًا في هذا المال؛ ترجو رحمة الله وغفرانه وكريم إحسانه. إحداهن تنفق نصف مرتبها، وأخرى جزءًا منه، وثالثة لها سهمٌ من سهام الخير كل شهر. أين أنت عنهن غافلة؟!

في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا معشر النساء، تصدَّقن ولو من حُليكن».

وأبشري أيتها المنفقة بوعد لا يُخلَفُ من الله عزّ وجل: }وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا{.

أيتها الأخت، لقد وعدك الله عز وجل على إنفاقك بجنةٍ عرضها السموات والأرض لا نَصبَ فيها ولا تعب.

ها هم أرامل وأيتام، وها هم فقراء ومحتاجون، بل هذا والدك ووالدتك.. وهناك -لو رأيت- أبوابٌ للخير مشرعة؛ فمُدِّي بصرك لتري أوجه الخير والبر. لا حَرمَك الله الأجر، وجعل ذلك سترًا لك عن النار.

للتأمل:
قال يحيى بن معاذ: ما أعرف حبة تزن جبال الدنيا إلا الحبة من الصدقة.
وكان ابن عمر إذا اشتد عجبهُ بشيء من ماله قرَّبه إلى الله عز وجل.

من ايمايلي
</b>