قال الشيخ أبو خالد المنيسي وفقه الله :
بمناسبة ( اللبن يشبه ) أذكر لكم هذه اللطيفة ، في أحد دروس الفقه لشيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله وبارك في عمره وعلمه ، في مسجده بحي الملز ، تعرض لذكر أثر الرضاع في نجابة الطفل وأن الطفل يتخلق بأخلاق مرضعته ، ولذا كان العرب يقولون في التعجب والاستحسان : لله درّه ، أي يتعجبون من اللبن الذي رضع منه فأثر فيه هذه النجابة ، فقال الشيخ ، ولأجل هذا فإن أكثر الناس اليوم لما صاروا يرضعون من الحليب الصناعي الذي هو من ألبان البقر ، صارت أخلاقهم تشبه أخلاق البهائم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وفي تاج العروس :
( وقال أهل اللغة في قولهم "لله دره" : الأصل فيه أن الرجل إذا كثر خيره وعطاؤه وإنالته الناس ؛ قيل "لله دره" أي : عطاؤه ، وما يؤخذ منه ، فشبهوا عطاءه بدر الناقة ، ثم كثر استعمالهم حتى صاروا يقولونه لكل متعجب منه .
قلت : فعرف مما ذكرناه كله أن تفسير الدر بالخير والعطاء والإنالة إنما هو تفسير باللازم لا أنه شرح له على الحقيقة ، فإن الدر في الأصل هو اللبن وإطلاقه على ما ذكر تجوز وإنما أضيف لله تعالى إشارة إلى أنه لا يقدر عليه غيره
قال ابن أحمر :
بان الشباب وأفنى دمعه العمر ... لله دري أي العيش أنتظر
تعجب من نفسه .
قال الفراء :
وربما استعملوه من غير أن يقولوا : لله فيقولون : در در فلان ).
منقول