عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 07-09-2012, 03:19 AM
الصورة الرمزية أم عبد المنعم
أم عبد المنعم أم عبد المنعم غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,256
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا)مثابه اي تثوب اليه القلوب


(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )



الكعبة -بيت الله -لله بيت في الارض؟سبحان الله
فأين المشتاقون للكعبة ؟الست مشتاق لتقبيل
الحجر الاسود؟ الست مشتاق ان تقف على الملتزم ؟ اين دموع الشوق للكعبه؟

ففي ربعـــــهم لله بـــــــــــيت مبــــــــارك *** إليه قلــــوب الخـــــــــلــــق تهـــوى وتهـــواه
**يطوف بــــــــه الجــــــــــاني فيـــغفر ذنبه * ويسقط عنه جــــــــــــــرمــــــــه وخطايــــاه

فكـــــم لــذة كـــم فرحـــة لطوافـــــــــــه *** فالله ما أحلى الــطـــــــــــــواف وأهنــــــــاه

نطــــــوف كأنـــا في الجنــــــــان نطوفهــا *** ولا هــــم ولا غـــم فــــــــــــذاك نـــفــــيــناه

فيا شوقنا نــــــــــــحو الطواف وطيبــــــــه *** فذاك شـــــــــــــــــــوق لا يحــــــاط بمعناه

فمن لم يذقه لــــــــــــــم يذق قط لـــــــــذة *** فذقه تـــــــذق يا صـــــاحي ما قــــــــد ذقنــاه


مشهد الكعبة تهفو إليه قلوب ملايين المؤمنين.. مشهد يذيب أقسى القلوب.. ويغرق المحبين في نهر الدموع.. تشعربحلاوة الذل إلى الله وعظمة التوسل إليه وفتح باب رحمته.


لقد جاء سيل اطبق على الكعبة وطاف عبد الله بن الزبيرسباحه -- وكان يطيب الكعبة حتى كان يوجد ريحها من مسافة بعيدة وما ذلك الالشده حبه وشوقه للكعبة


يقول الإمام أحمد بن حنبل:
كنت أطوف بالكعبة وأثناء الطواف جاورني رجل يقول: يا رب ملابسي بسيطة كما ترى.. وابنتي ضعيفة كما ترى، وزوجتي بسيطة كما ترى، يا من يرى الذي بنا ولا يُرى.
فأشفق الإمام أحمد بن حنبل على الرجل، فأخذ مالا واقترب منه ثم وضعه في يده، ففزع الرجل وقال: ما هذا، أنا رجل واسع الثراء.
فقال له الإمام ابن حنبل: فلم تفعل ما تفعل؟ قال: يا إمام.. يحب الله أن ندخل عليه من باب الذل، فقلت أذل نفسي لربي، فوالله إن ملابسي لبسيطة في جوار ما في الجنة وإن أبنتي لضعيفة بجوار قدرة الله، أنا لم أكذب نحن فعلا مساكين "


وقد يبتلي الله الناس بالمصائب. ليعودوا ويرجعوا إليه، يريد أن ينبه الإنسان إلى تصاعد درجة غروره وأنت في المصيبة تتذوق حلاوة القرب إلى الله.


قال احدهم
تنزل علي المصيبة، ولولا أنه من الحرام أن أدعو الله أن يطول أمد هذه المصيبة لفعلت ذلك فلما سألته: لماذا؟ قال: أتذوق أشياء لم يكن باستطاعتي تذوقها وأنا في ظروف البهجة والسرور..
الله سبحانه يقف إلى جانب المنكسر إذا دعاه .. الله سبحانه أنزل بك المصائب لكي تعبده وتلجأ إليه وتدعوه وأنت ذليل له.

وقد يؤخر الله إجابة الدعاء لكي تلح عليه أكثر.. وحين تتأخر إجابة الدعاء تغضب وتقول: لن أدعوه مرة أخرى.

فأحلى العبادات هي التي تتم بانكسار وذل لله.. وهذا قمة الإيمان، فلو وصلت إلى هذه الدرجة في عبادتك، تمسك بها وتشبث. لأن الله سوف يعزك بعدها عزا كبيرا. وسوف تتذوق من حلاوة الإيمان ما لا تعادله لذات الدنيا كلها.

وقد يؤخر الله دموعك، فترى الناس كلها وأنت تطوف بالكعبة . خاشعة تنهمر دموعها بغزارة، وأنت لا تبكي، أتعرف لماذا بفعل بك ذلك؟.. لتظل واقفا على بابه كثيرا، ربما لو فتح لك وذرفت الدمعتين، تدير له ظهرك بعد تفريغ الطاقة، الله سبحانه يريدك واقفا متضرعا على بابه فإذا لم تبك، لا تحزن، فالله يريدك واقفا على بابه، ولا يريدك أن تنصرف عنه.


والعلماء يقولون: لا تسأم من الوقوف على بابه ولو طردت، ولا تقطع الاعتذار ولو رددت، قل له: سأظل واقفا على بابك حتى تفتح لي باب رحمتك، ولو لم تسقط الدموع أو يأت الخشوع، لا تقل لن أتي إليك مرة أخرى.


قل في دعائك إلهي أنخنا مطايانا ببابك ووقفنا على بابك وطرقنا الأبواب فإن لم تفتح لنا فهي مصيبة، فافتح لنا أبواب رحمتك.

هل تستطيع الوصول إلى هذه الدرجة من الذل لخالقك؟.. تقول له: أنا واقف ببابك ولن أنصرف، "لا تسأم من الوقوف على بابه ولو طردت، ولا تقطع الاعتذار ولو رددت فإن فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين، ومد يدك وقل له: مسكين فتصدق علي، فإنما الصدقات للفقراء والمساكين.

يا من أمرتنا بعتق الرقاب، أعتقنا، يا من أمرت بالعفو عن الناس، أنت تحب العفو فأعف عنا.


اسمعه وهو يقول:
"يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله" ليس فقر أموال، لكنه فقر مطلق، فقر في كل شيء، كل ذرة فيك تحتاج إلى الله، فلماذا أنت متكبر؟.
"أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد"..
غنى مطلق، غنى في كل شيء، "إن يشأ يذهبكم ويأتِ بخلق جديد"..
وهذا ليس صعبا على الله، زلزال مدته 40 ثانية يموت فيه 40 ألف شخص، إن يشأ يذهبكم، "تسونامي" تغرق بلادا بأكملها بالطوفان وتبتلع شعوبا في ثوان.. ويأتي بخلق جديد..
أعاصير لا ترد، تدمر أعتى الدول قوة، وتجعلها لا حول لها ولا قوة.. "وما ذلك على الله بعزيز"... هو يبعث برسائله المختلفة إلينا.
زلازل وأعاصير وفيروسات تقضي على الطيور والحيوانات والناس "أنتم الفقراء" هذا الفقر كلما أحسست به داخل قلبك، وأنت تركب أفخم السيارات وتلبس أغلى الملابس، الفقر أن يستشعر قلبك ذلك لله تبارك وتعالى،
استشعروا فقركم يمدكم بغناه استشعروا ذلكم يمدكم بعزه استشعروا حاجتكم إليه، يمدكم بعطائه، اسمعه وهو يقول للمؤمنين: "لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذله".. يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب ويأتي من البشر من يأبى السجود والسجود هنا ليس سجود الصلاة، لكنه الخشوع لله، فكيف يخشع لله كل هؤلاء. بينما الإنسان يتمرد ويركبه الغرور.


فكلما تذللت له أكثر، يحبك أكثر، ويكرمك أكثر، ويعزك ويرفعك أكثر.
نسأل الله أن يمن علينا بتذوق عبادة الذل لله ليغفر لنا خطايانا ويعفو عنا، ويتقبل دعاءنا.

ولاتنسَ ان أحلى معنى للإيمان تتذوقه في حياتك يوم ينكسر القلب لله، يوم تحس أنك ذليل بين يدي الله ويعينك على هذه العبادة القرآن.


نسأل الله ونحن في رحابه وعلى أبواب بيته الحرام في مكة المكرمة، أن يفتح لنا باب الرحمة والمغفرة وأن يتقبل منا خشوعنا ودعاءنا ويحشرنا في زمرة المساكين.

تابعوا معنا هذا الشوق التي تهفوا اليه القلوب
ومع الشوق الثامن


وانتظرونا مع شوق جديد من أشوق المشتاقين فى رمضان
دمتم بخير


توقيع : أم عبد المنعم


رد مع اقتباس