عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 07-11-2012, 04:28 AM
الصورة الرمزية أم عبد المنعم
أم عبد المنعم أم عبد المنعم غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,256
افتراضي

يقول ابن القيم (( وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقرا لأحبابه ، وملأها
من رحمته وكرامته ورضوانه ، ووصف نعيمها بالفوز العظيم وملكها بالملك
الكبير ، وأودعها جميع الخير بحذافيره : وطهرها من كل عيب وأفه ونقص
فأن سألت عن أرضها وتربتها فهى المسك والزعفران ، وأن سألت عن سقفها
فهو عرش الرحمن ، وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأذفر ، وإن سألت
عن بنائها فلبنه من فضه ولبنه من ذهب ))...

* وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجره إلا وساقها من ذهب وفضه لا

من الحطب والخشب.. وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد

وأحلى من العسل ..

*وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل ، وإن سألت عن
أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهارمن خمر لذه للشاربين ، وأنهار
من عسل مصفى ، وإن سألت عن طعامهم ففاكهه مما يتخيرون ولحم طير
مما يشتهون ، وإن سألت عن شرابهم فالتسنيم والزنجبيل والكافور ، وإن
سألت عن أنيتهم فأنيه الذهب والفضه فى صفاء القوارير ...

فحى على جنات عدن فأنها ... منازلنا الأولى وفيها المخيم

ولكننا سبى العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلم

* وهذا وإن سألت عن يوم المزيد وزياره العزيز الحميد ورؤيه وجهه
المنزه عن التمثيل والتشبيه ، كما ترى الشمس فى الظهيره والقمر ليله
البدر كما تواتر عن الصادق المصدوق النقل فيه ، فاستمع يوم ينادى
المنادى : يا أهل الجنه إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحى على
زيارته ، فيقولون : سمعا وطاعه ، وينهضون إلى الزياره مبادرين
فأذا بالنجائب قد أعدت لهم فيستوون على ظهورها مسرعين ، وحتى إذا
انتهوا إلى الوادى الأفيح الذى جعل لهم موعدا ، وجمعوا هناك فلم يغادر
الداعى منهم أحدا ، أمر الرب تبارك وتعالى بكرسيه فنصب هناك
ثم نصبت لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر
من ذهب ومنابر من فضه ، وجلس أدناهم وحاشاهم فيهم دنى على كثبان
المسك ما يرون أن أصحاب الكراسى فوقهم فى العطايا ، حتى إذا استقرت
بهم مجالسهم واطمأنت بهم أماكنهم نادى المنادى : يا أهل الجنه إن لكم
عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه . فيقولون : ما هو ؟! ألم يبيض
وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنه ويزحزحنا عن النار . فبينما هم
كذلك إذ سطع لهم نور أشرقت له الجنه فرفعوا رؤوسهم فأذا الجبار جل
جلاله وتقدست أسماؤه . وقد أشرف عليهم من فوقهم . وقال : يا أهل الجنه
سلام عليكم فلا ترد هذه التحيه بأحسن من قولهم : اللهم أنت السلام ومنك
السلام تباركت يا ذا الجلال والأكرام ، فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى
ويضحك إليهم ، ويقول : يا اهل الجنه فيكون أول ما يسمعون منه تعالى
( أين عبادى الذين أطاعونى بالغيب ولم يرونى فهذا يوم المزيد فيجتمعون
على كلمه واحده : قد رضينا فارض عنا ، فيقول : يا أهل الجنه إنى لو لم
أرض عنكم لم أسكنكم جنتى ، هذا يوم المزيد فاسألونى : فيجتمعون على
كلمه واحده : أرنا وجهك ننظر إليه . فيكشف لهم الرب جل جلاله الحجب
ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله تعالى قضى أن لا يحترقوا
لاحترقوا . ولا يبقى فى ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضره
حتى إنه يقول : يا فلان أتذكر يوم فعلت كذا وكذا ؟ يذكره ببعض غدراته
فى الدنيا ، فيقول : يارب ألم تغفر لى ؟ فيقول : بمغفرتى بلغت منزلتك
هذه
...
* وأخيرا بعد أن عشنا مع بعض رحله الفرحه ومشاهدها بقى لكل واحد فينا
يسأل نفسه سؤال واحدا

* هل تستحق الدنيا أن تجعل المؤمن ينشغل بها عن طاعه الله

جل وعلا وأن يحرم من تلك الفرحه وأن يحرم من الجنه الجنه ؟؟!!

* كلا والله .... لأن الدنيا كلها لا تساوى عند الله جناح بعوضه ولذلك قال الحبيب

صلى الله عليه وسلم (( الدنيا ملعونه ملعون كا فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما

ومتعلما ))


* بل أن الله جل وعلا حينما يسأل الكفار والمنافقين ويوقل لهم (( كم لبثتم فى الأرض

عدد سنين ؟؟ )) فأنهم يشهدون أن الدنيا كلها وبكل ما فيها من نعيم ولذه فانيه لا تساوى
يوما (( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين )) فيبكتهم الله عز وجل ويقول تعالى
{ بل لبثتم إلا قليلا لو إنكم كنتم تعلمون }



* يقول الأمام ابن القيم فى كتابه القيم ( حادى الأرواح إلى بلاد الأرواح )


اللهم ان نسألك الجنه وما قرب اليها من قول وعمل



اللهم ارزقنا لذة النظر الى وجهك الكريم والشوق الى لقائك


تعالوا معنا نبحر اكثر لننال هذه المنزله




ومع الشوق الثامن




توقيع : أم عبد المنعم


رد مع اقتباس