عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-08-2011, 05:31 PM
أسامة المسلم أسامة المسلم غير متواجد حالياً

مراقب عـــام

 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 42
افتراضي

(1) – لذة التوحيد :-
قال صلى الله عليه وسلم [[ ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواه وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود للكفر كما يكره أن يقذف في النار]] أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
فإذا رسخ الإيمان في القلب وتحقق به وجدت حلاوته وطعمه والمؤمن يحب الإيمان أشد من أن يحب الماء البارد على الظمأ والخروج منه عند أشد من التحريق بالنيران , وحلاوة الإيمان لا تخرج من القلب إذا دخلت فيه.
قال ابن القيم - رحمه الله- (( فإن للإيمان فرحة ولذة في لقلب فمن لم يجدها فهو فاقد الإيمان أو ناقصه وهو من القسم الذين قال الله عز وجل فيهم (( قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) ) انتهى كلامه

(2) – لذة الصـــلاة :-
قال صلى الله عليه وسلم مبينا الفرق بين جميع الملاذ ولذة الصلاة [[ حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني الصلاة ]] فهذه الصلاة إنما تكون لذيذة إذا وقف الشخص بين يدي ربه خاشعا ذليلا فمن كان حاله هكذا انصرف منها متألما لأنها كانت له نشاطا وراحة وروحا فلا يتمنى أن يخرج منها فهي قرة عينه ونعيم روحه وجنة قلبه ومستراحه في الدنيا فما يزال في ضيق حتى يدخل فيها كيف لا وقد قال إمامهم صلى الله عليه وسلم أرحنا بها يا بلال ولسان بعض الجهلة والكسالى الذين لم يجدوا طعم اللذة يا مؤذن أرحنا منها
قال ثابت : اللهم إن كنت قد أعطيت أحدا الصلاة في قبره فأعطني الصلاة في قبري فلا يريدون أن ينقطعوا عن هذه اللذة حتى بعد الموت

(3) – لذة قيام الليل :-
أما قيام الليل فقد كان له عند الصحابة والتابعين والسلف منزلة عظيمة
يقول ابن المنكدر - رحمه الله - : ( إني لأدخل في الليل فيهونني فأصبح حين أصبح فما قضيت منه أربي )
• قال عبد الله بن وهب – رحمه الله – :( كل ملذوذ إنما له لذة واحدة إلا العبادة فإن لها ثلاث لذات إذا كنت فيها وإذا تذكرتها وإذا أعطيت أجرها)
يقول ابن المنكدر – رحمه الله –:( ما بقي في الدنيا من اللذات إلا ثلاث قيام الليل ولقاء الأخوان والصلاة في جماعة )
كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته
يقول أبو رفاعة :( ما عزلت سورة البقرة منذ علمني إياها الرسول صلى الله عليه وسلم أخذت معها ما أخذت من القرآن الكريم وما أوجعني ظهري من قيام الليل )

(4) – لذة الصيام :-
أما الصيام فقد كان الصحابة والتابعين والسلف الصالح يتلذذون به أيما لذة صحيح أنه ظمأ وجوع لكنه مع التعود أصبح ألم الجوع عندهم لذة فهي عملية مجاهدة ومكابدة لاشيء غير ذلك .
وقد كان السلف الصالح عند الموت والاحتضار يتأسفون على فراق الصيام يقول علقمة بن مرفد لما احتضر عامر بن عبد القيس بكى قيل له أتجزع من الموت وتبكي قال ومالي لا أبكي ومن أحق الناس بذلك مني والله ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على دنياكم ولكن أبكي ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء ...
ولما حضرت عبد الرحمن بن الأسود النخعي الوفاة بكى وقال يا أسفا على الصلاة والصيام...

(5) – لذة الحــــــج:-
أما الحج الذي تدفع لذته أصحابه إلى ركوب المطايا والسير من البلاد البعيدة وتجشم المشاق ودفع النفقات الباهضة حنينا إلى البيت العتيق فالله جعل لبيته هذه الخصيصة فتهواه الأفئدة وتشتاق إليه فكان الطائف بالبيت يشعر باللذة
ففي ربعـــــهم لله بـــــــــــيت مبــــــــارك *** إليه قلــــوب الخـــــــــلــــق تهـــوى وتهـــواه
يطوف بــــــــه الجــــــــــاني فيـــغفر ذنبه *** ويسقط عنه جــــــــــــــرمــــــــه وخطايــــاه
فكـــــم لــذة كـــم فرحـــة لطوافـــــــــــه *** فالله ما أحلى الــطـــــــــــــواف وأهنــــــــاه
نطــــــوف كأنـــا في الجنــــــــان نطوفهــا *** ولا هــــم ولا غـــم فــــــــــــذاك نـــفــــيــناه
فيا شوقنا نــــــــــــحو الطواف وطيبــــــــه *** فذاك شـــــــــــــــــــوق لا يحــــــاط بمعناه
فمن لم يذقه لــــــــــــــم يذق قط لـــــــــذة *** فذقه تـــــــذق يا صـــــاحي ما قــــــــد ذقنــاه


رد مع اقتباس