عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-28-2011, 08:57 AM
الصورة الرمزية Nermeen
Nermeen Nermeen غير متواجد حالياً

مراقبة عامة

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,150
افتراضي لب الصلاة وروحها



كاتب المقال :

عبدة قايد الذريبي ... من موقع الألوكة


الحمد لله ربِّ العالمين،
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبيِّنا محمدٍ سيِّد الخاشعين، وعلى آله وصحْبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.


أمَّا بعدُ:
فقد خَلَق الله الخَلْق جميعًا لغاية عظيمة؛ ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

خلَق الله الخَلْق؛ ليعبدوه وحْده لا شريك له، ومِن هذه العبادات التي أوْجَبها الله على عباده:

إقامة الصلاة؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].

وجعَل إقامتها رُكنًا من أركان الإسلام، ودعامة من دعائمه العظام، فعن عبدالله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((بُنِي الإسلام على خمس: شهادة أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان))


وقد أجْمَعت الأُمَّة على فرضيَّتها، وأنها رُكن من أركان الإسلام، ولَم يخالف في ذلك أحدٌ من المسلمين، بل ذلك مما عُلِم لجميع المسلمين بالضرورة.

والمقصود بإقامة الصلاة: أداؤها بشروطها، وأركانها، وواجباتها، ومستحبَّاتها؛ قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "إقامة الصلاة: إتمامُ الركوع والسجود، والتلاوة والخشوع، والإقبال عليها فيها".

وقال قتادة - رحمه الله -: "إقامة الصلاة: المحافظة على مواقيتها ووضوئها، وركوعها وسجودها".

وقال مقاتل بن حيَّان - رحمه الله -: "إقامتها: المحافظة على مواقيتها، وإسباغ الطُّهور بها، وتمام ركوعها وسجودها، وتلاوة القرآن فيها، والتشهُّد والصلاة على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهذا إقامتها"[2].

وقد علَّق الله - سبحانه - فلاحَ المصلِّي بخشوعه في صلاته، فقال - تعالى -: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 2].

قال ابن القَيِّم - رحمه الله -: "فمَن فاتَه خشوع الصلاة، لَم يكن من أهل الفلاح، ويستحيل حصولُ الخشوع مع العَجَلة والنقر قطعًا، بل لا يحصل الخشوع قطُّ إلاَّ مع الطمأنينة، وكلَّما زادَ طمأنينة ازدادَ خشوعًا، وكلَّما قلَّ خشوعه، اشتدَّتْ عَجَلته؛ حتى تصيرَ حركة يَدَيه بمنزلة العبث الذي لا يَصحبه خشوع ولا إقبال على العبوديَّة، ولا معرفة حقيقة العبودية، والله - سبحانه - قد قال: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ ﴾ [البقرة: 43]، وقال: ﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾ [لقمان: 4]، وقال: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ ﴾ [هود: 114]، وقال: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ ﴾ [النساء: 103]، وقال: ﴿ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ ﴾ [الحج: 35]، وقال إبراهيم - عليه السلام -: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ ﴾ [إبراهيم: 40]، وقال لموسى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [ طه: 14].

فلن تكاد تجد ذِكْرَ الصلاة في موضع من التنزيل إلاَّ مقرونًا بإقامتها، فالمصلون في الناس قليل، ومُقيم الصلاة منهم أقلُّ القليل!".

والخشوع في الصلاة هو: "حضور القلب، وتأمُّله بما يقوله المصلِّي، وما يفعله، وهو أمرٌ مُهم؛ لأنَّ الصلاة بلا خشوع كالجسد بلا رُوح، فأنت إذا صلَّيْت وقلبك يدور في كلِّ وادٍ، فإنك تصلِّي حركات بدنيَّة فقط، فإذا كان قلبك حاضرًا تَشعر كأنَّك بين يدي الله - عزَّ وجلَّ - تُناجيه بكلامه، وتتقرَّب إليه بذِكْره ودُعائه، فهذا هو لبُّ الصلاة ورُوحها".

والخشوع في الصلاة على نوعين - كما بيَّن العلماء:
النوع الأول: خشوع واجب،وهو: الطمأنينة في جميع أعمال الصلاة؛ حتى يؤدِّيها كاملة، مستوفية لشروطها، وأركانها، وواجباتها؛ قال ابن تيميَّة - رحمه الله -: "الطمأنينة في الصلاة واجبة، وتاركها مُسيء باتِّفاق الأئمَّة، بل جمهور أئمَّة الإسلام؛ كمالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي يوسف صاحب أبي حنيفة، وأبو حنيفة، ومحمد، لا يُخالفون في أنَّ تارِكَ ذلك مُسيء غير مُحسن، بل هو آثِمٌ عاصٍ تارك للواجب، وغيرهم يوجِبون الإعادة على مَن ترَك الطمأنينة.

ودليل وجوب الإعادة ما في الصحيحين: أنَّ رجلاً صلَّى في المسجد ركعتين، ثم جاء فسلَّم على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ارجعْ فصلِّ؛ فإنَّك لَم تصلِّ))، مرتين أو ثلاثًا، فقال: والذي بعثَك بالحقِّ ما أُحْسن غير هذا، فعلِّمني ما يُجزئني في صلاتي، فقال: ((إذا قُمت إلى الصلاة فكبِّر، ثم اقرأ ما تيسَّر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئنَّ راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدلَ قائمًا، ثم اسْجد حتى تطمئنَّ ساجدًا، ثم اجلس حتى تطمئنَّ جالسًا، ثم افعلْ ذلك في صلاتك كلها)).

فهذا كان رجلاً جاهلاً، ومع هذا فأمَره النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يُعيد الصلاة، وأخبره أنه لَم يُصَلِّ، فتبيَّن بذلك أنَّ مَن ترَك الطمأنينة، فقد أخبَر الله ورسوله أنه لَم يُصَلِّ، فقد أمرَه الله ورسوله بالإعادة، ومَن يَعْص الله ورسوله، فله عذابٌ أليم"

ومما يدل أيضًا على وجوب الطمأنينة في الصلاة؛ ما جاء في حديث أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تُجزئ صلاة الرجل؛ حتى يُقيم ظهْرَه في الركوع والسجود))

وما جاء في حديث العلاء بن عبدالرحمن أنه دخَل على أنس بن مالك في داره بالبصرة حين انصرَف من الظهر، وداره بجنب المسجد، فلمَّا دخلنا عليه، قال: أصليتُم العصر؟ فقلنا له: إنما انصرفْنا الساعة من الظهر، قال: فصلُّوا العصر، فقمْنا، فصلَّينا، فلمَّا انصرفْنا، قال: سَمِعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس، حتى إذا كانت بين قَرْني الشيطان، قام فنقَرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلاَّ قليلاً)).

فالخشوع في الصلاة والطمأنينة فيها، يرتكز عليه قَبول الصلاة وردُّها، وإذا وُجِد الخشوع قُبِلت الصلاة، وإذا انعدَم رُدَّت، نسأل الله السلامة؛ قال بعض السلف: "الصلاة كجارية تُهدى إلى ملك من الملوك، فما الظنُّ بِمَن يُهْدَى إليه جارية شلاَّء، أو عوراء، أو عمياء، أو مقطوعة اليد والرِّجْل، أو مريضة، أو دميمة، أو قبيحة، حتى يُهدَى إليه جارية ميِّتة بلا رُوح وجارية قبيحة، فكيف بالصلاة التي يُهديها العبد ويتقرَّب بها إلى ربِّه - تعالى؟ والله طيِّب لا يقبل إلاَّ طيبًا، وليس من العمل الطيِّب صلاة لا رُوح فيها، كما أنه ليس من العِتق الطيب عِتقُ عبدٍ لا رُوح فيه".

وإذا نقص من الخشوع قليلاً، نَقَص من الصلاة بقدر ما نقَص من الخشوع، فعن عن عمار بن ياسر - رضي الله عنهما - قال: سَمِعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّ الرجل لينصرف وما كُتِب له إلا عُشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سُدسها، خُمسها، رُبعها، ثُلُثها، نِصفها)).

وصدَق حَبْر الأُمَّة وتُرجمان القرآن ابن عباس - رضي الله عنهما - حينما قال: "ليس لك من صلاتك إلاَّ ما عَقَلت منها".

فليس للعبد من أجْر صلاته إلاَّ ما عَقَل منها، وخَشَع لله فيها.

النوع الثاني: خشوع مُستحَب،وهو: العناية بإكمال الصلاة، وأداء ما يُستحب فيها من أفعال وأقوال، كما سيأتي ذِكر ذلك في الأسباب الجالبة للخشوع في الصلاة.

إذا خشع الملك خشعت الجنود:
الخشوع محلُّه القلب، ولا يُمكن لأحدٍ أن يطَّلِع عليه إلاَّ الله، ولكنَّ آثاره تظهر على جوارح العبد، وعلى حركاته في صلاته، فإذا خشَع الملك - القلب - خشَعَت الجنود - الجوارح - وسكَنَت، فعن رجل قال: "رأى سعيد بن المسيَّب رجلاً وهو يعبث بلحْيَته في الصلاة، فقال: "لو خشَع قلبُ هذا، لخشَعَت جوارحُه"

فإذا خشَع القلب خشَعت الجوارح تبعًا له، وهذا هو خشوع الإيمان، وهو المطلوب شرعًا، وأمَّا خشوع التكلُّف والتصنُّع - وهو الذي يكون في الجوارح فقط - فذلك خشوع النِّفاق، وهو مذموم شرعًا؛ قال حذيفة - رضي الله عنه -: "إيَّاكم وخشوعَ النفاق، فقيل له: وما خشوع النفاق؟" قال: أن ترى الجسدَ خاشعًا والقلب ليس بخاشعٍ".

ورأى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رجلاً طأْطَأ رقبته في الصلاة، فقال: "يا صاحب الرقبة، ارفْع رقبتك، ليس الخشوع في الرِّقاب، إنما الخشوع في القلوب".

وقال حذيفة - رضي الله عنه -: "أوَّل ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخِر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ورُبَّ مُصَلٍّ لا خيْرَ فيه، ويُوشك أن تدخلَ مسجد الجماعة، فلا ترى فيهم خاشعًا"، وقال سهل: "مَن خشَع قلبه، لَم يقرب منه الشيطان"

الأسباب الجالبة للخشوع:
لكلِّ شيء سببٌ، فإذا وُجِد السبب وُجِد الأثر لذلك السبب، فإذا أردتَ شيئًا فلا بدَّ لك من أن تبذُل الأسباب الموجِبة لذلك، فإذا أردت طعامًا فلا بدَّ لك من أن تبذُل الأسباب المحصِّلة لذلك، وإذا أردت ولدًا فلا بدَّ لك من أن تبحثَ عن امرأة تتزوَّجها، ثم تجامِعُها، فيرزقك الله منها ولدًا، وهكذا إذا أردت الخشوعَ في الصلاة والطمأنينة فيها فلا بدَّ لك من فعْل الأسباب الجالبة لذلك، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
أولاً: الاستعداد النفسي للصلاة، والتهيُّؤ لها، وحضورها مبكرًا؛ فإن لذلك تأثيرًا عجيبًا على نفسيَّة المصلِّي، وخشوع قلبه، وسكون جوارحه.

ثانيًا: استشعار العبد أنه يقِف بين يدي الله، وأنه يُخاطبه في صلاته،فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سَمِعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((قال الله تعالى: قسَمْت الصلاة بيني وبين عبدي نِصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قال الله تعالى: حَمَدني عبدي، وإذا قال: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، قال الله تعالى: أثْنَى عليّ عبدي، وإذا قال: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، قال: مَجَّدني عبدي -وقال مرَّة: فوَّض إليّ عبدي - فإذا قال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6 - 7]، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)).

وإذا استشَعر العبد أنه يُناجي ربَّه، وأنَّه واقف بين يديه، كان ذلك داعيًا له للخضوع بين يديه، والتذلُّل له، ومِن ثَمَّ إحسانه لصلاته وإتقانه لها.

ثالثًا: مُجاهدة النفس على الخشوع وسؤال الله ذلك،فمَن جاهَد نفسه على شيء، هدَاه الله إليه، وسهَّله عليه؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

رابعًا: إقامة الصلاة وتأْدِيتها وَفْق السُّنة النبويَّة الصحيحة، فقد أمَر - صلَّى الله عليه وسلَّم - بذلك، فقال: ((صلُّوا كما رأيتموني أُصَلِّي)).

ولن نذكر هنا شروط الصلاة، أو أركانها، أو واجباتها، فذلك مما هو معلوم لدى الجميع، وإنما سنذكر سُنن الصلاة القوليَّة والفعليَّة؛ فإنَّ الناس غالبًا ما يتساهلون فيها، ولا يُطَبِّقونها في صلاتهم، مع أنها مُهمة؛ لتحصيل الخشوع في الصلاة، والطمأنينة فيها، ومُكملة من مُكَملاتها، ومن هذه السُّنن ما يأتي:
1- دعاء الاستفتاح، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا استفتَح الصلاة، قال: ((سبحانك اللهمَّ وبحمدك، وتبارَك اسمُك، وتعالَى جَدُّك، ولا إله غيرُك))

أو ما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتةً، قال: أحسبُه قال: هُنَيَّة - زمنًا يسيرًا - فقلتُ: بأبي وأُمي يا رسول الله، إسكاتُك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: ((أقول: اللهمَّ باعدْ بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نَقِّني من الخطايا كما يُنَقَّى الثوب الأبيض من الدَّنس، اللهمَّ اغْسِل خطاياي بالماء والثلج والبَرَد)).

2- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ لقوله - تعالى -: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98].

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا قام إلى الصلاة بالليل كبَّر، ثم يقول: ((سبحانك اللهمَّ وبحمدك، وتبارَك اسمُك، وتعالَى جَدُّك، ولا إله غيرُك، ثم يقول: الله أكبر كبيرًا، ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من هَمْزه: وسوسته، ونفْخِه: كِبْره، ونفَثِه؛ أي: سِحْره))

3- الإسرار بالبسملة، وله أن يَجهر بها أحيانًا؛ فعن أُمِّ سَلَمة - رضي الله عنها - أنها سُئِلت عن قراءة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: "كان يقطع قراءته آيةً، آيةً: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 1-4]"

4- التأمين، وهو قول: آمين بعد قول الإمام ولا الضالين، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا، فإنه من وافَق تأمينُه تأمين الملائكة، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))

5- القراءة بعد الفاتحة بما تيسَّر من القرآن في صلاة الفجر، وصلاة المغرب، والعشاء، والظهر، والعصر، فعن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصلِّي بنا، فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأُولَيين بفاتحة الكتاب وسورتَيْن، ويُسْمِعنا الآية أحيانًا، وكان يُطوِّل الركعة الأولى من الظهر ويُقصر الثانية، وكذلك في الصُّبح".

6- الجهر بالقراءة بالنسبة للإمام وسائر التكبيرات، وكذا الجهر بـ"سَمِع الله لِمَن حَمِده" والتسليم، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنما جُعِل الإمام ليُؤْتَمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قرأ فأنْصِتوا، وإذا قال: سَمِع الله لِمَن حَمِده فقولوا: اللهمَّ ربَّنا لك الحمد)).

7- قول: "مِلء السماء وملء الأرض، ومِلء ما شِئْت من شيء بعد..."، بعد قوله: "ربَّنا ولك الحمد"، وغير ذلك مما ورَد، فعن أبى سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا رفَع رأسه من الركوع، قال: ((ربَّنا لك الحمد، مِلء السموات والأرض، ومِلء ما شِئْت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد وكلُّنا لك عبد، اللهم لا مانع لِمَا أعْطيتَ، ولا مُعطي لِمَا منَعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ))

8- ما زاد على المرة الواحدة في تسبيح الركوع والسجود؛ لأنَّ الواجب أن يقول في ركوعه: "سبحان ربي العظيم"، وفي سجوده: "سبحان ربي الأعلى"، وما زاد فهو سُنَّة؛ فعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: لَمَّا نزلت: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ [الواقعة: 74]، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اجعلوها في ركوعكم))، فلمَّا نزلَت: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، قال: ((اجعلوها في سجودكم))، ولَم يذكر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عددًا.

9- الزيادة على المرة في قول: "ربِّ اغفرْ لي" بين السجدَتَيْن، وغير ذلك مما ورَد، فعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقول بين السجدتين: ((ربِّ اغفرْ لي، ربِّ اغفرْ لي)).

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقول بين السجدتين: ((اللهمَّ اغفرْ لي وارحمني وعافني، واهْدِني وارْزُقني))

10- قول: "اللهمَّ إني أعوذ بك من عذاب جهنَّم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدَّجال"، وما زاد على ذلك من الدُّعاء في التشهُّد الأخير، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا فرَغ أحدكم من التشهُّد الآخر، فليتعوَّذ بالله من أربع: من عذاب جهنَّم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرِّ المسيح الدَّجال)).

11- رفْع اليدين عند تكبيرة الإحرام، وعند الهُوِي إلى الركوع، وعند الرفْع منه، وعند الرفع من التشهُّد الأول؛ فعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "رأيتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا قام في الصلاة رفَع يديه؛ حتى تكونا حَذو مَنْكِبيه، وكان يفعل ذلك حين يكبِّر للركوع، ويفعل ذلك إذا رفَع رأسه من الركوع"

وعن نافع أنَّ ابن عمر - رضي الله عنهما - "كان إذا دخَل في الصلاة كبَّر ورفَع يديه، وإذا ركَع رفَع يديه، وإذا قال: سَمِع الله لِمَن حَمِده رفَع يديه، وإذا قام من الركعتين رفَع يديه، ورفَع ذلك ابن عمر إلى نبيِّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم".

12- وضْع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر في حال القيام، فعن وائل بن حجر - رضي الله عنه - أنه: "رأى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رفَع يديه حين دخَل في الصلاة كبَّر - وصَف هَمَّامٌ حِيال أُذُنيه - ثم الْتَحَف بثوبه، ثم وضَع يده اليمنى على اليسرى، فلمَّا أرادَ أن يركع، أخرَج يديه من الثوب، ثم رفَعهما، ثم كبَّر فركَع.

وعنه قال: "صلَّيت مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ووضَع يده اليمنى على يده اليسرى على صدْره"

وعن طاوس قال: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يضع يده اليمنى على يده اليسرى، ثم يشدُّ بينهما على صدره وهو في الصلاة".

13- النظر إلى موضع السجود؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "دخَل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الكعبة ما خلَف بصرُه موضِعَ سجوده، حتى خرَج منها".

14- وضْع اليدين على الرُّكبتين في الركوع مُفَرَّجَتي الأصابع، ومَد الظهر، وجعْل الرأْس حِياله؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله ربِّ العالمين، وكان إذا ركَع لَم يُشَخِّص رأسه، ولَم يُصَوِّبه، ولكن بين ذلك.

وعن أبي حُمَيدٍ الساعدي - رضي الله عنه - قال: "كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا ركَع اعتَدَل، فلم يَنْصِب رأسه ولَم يُقْنِعه، ووضَع يديه على رُكبتيه".

وعن عقبة بن عمرو - رضي الله عنه - قال: "ألاَ أُريكم صلاة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: فقام وكبَّر، ثم ركَع وجافَى يديه، ووضَع يديه على رُكبتيه، وفرَّج بين أصابعه من وراء رُكبتيه؛ حتى استقرَّ كلُّ شيء منه، ثم رفَع رأسه، فقام حتى استقرَّ كلُّ شيءٍ منه، ثم سجَد فجافَى حتى استقرَّ كلُّ شيء منه، قال: فصلَّى أربعَ ركعات، ثم قال: هكذا رأيتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصلِّي، أو هكذا كان يصلِّي بنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"

15- تقديم الرُّكبتين ثم اليدين ثم الجَبْهة والأنف عند السجود، فعن وائل بن حجر قال: "رأيت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا سجَد وضَع رُكبتيه قبل يديه، وإذا نهَض رفَع يديه قبل رُكبتيه".

16- مُجافاة البطن عن الفَخِذين، والفَخِذين عن الساقين في السجود، ومُجافاة العَضُدين عن الجَنبين، والتفريق بين الرُّكبتين، وإقامة القَدَمين، وجعْل بطون أصابعهما على الأرض مُفَرَّقة، ووضْع اليدين حَذْو المَنْكِبين مَبسوطة مضمومة الأصابع؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((اعتدلوا في السجود، ولا يَبسط أحدكم ذِرَاعيْه انبساطَ الكلب)).

وعن أبي حُمَيدٍ الساعدي - رضي الله عنه - "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا سجَد أمْكَن أنفَه وجَبهته من الأرض، ونحَّى يديه عن جَنبيه، ووضَع كَفَّيه حَذْو مَنْكِبَيْه".

17- تمكين الجَبهة والأنف وبقيَّة الأعضاء من مواضع السجود؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أُمِرت أن أسجُدَ على سبعة أعظم على الجبهة - وأشار بيده على أنْفه - واليدين والرُّكبتين، وأطراف القَدَمين، ولا نَكْفِت الثِّياب والشَّعر)).

18- الافتراش في الجلوس بين السجدتين، وفي التشهُّد الأوَّل، والتشهُّد الأخير من الفجر والجمعة، ونحوهما؛ فعن أبي حُمَيدٍ الساعدي مرفوعًا، وفيه: "فإذا جلَس في الركعتين جلَس على رِجْله اليسرى، ونصَب اليُمنى".

19- التورُّك في التشهُّد الأخير إذا كانت الصلاة فيها تشهُّدان؛ فعن أبي حُمَيدٍ، وفيه: "فإذا جلَس في الركعتين جلَس على رِجْله اليسرى، ونصَب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة، قدَّم رِجْله اليسرى، ونصَب الأخرى، وقعَد على مَقْعَدته".

20- وضْع اليدين على الفَخِذين مبسوطتين مضمومَتي الأصابع بين السجدتين، وكذا في التشهُّد، إلا أنَّه يقبض من اليد اليُمنى الخِنْصر والبِنْصر، ويُحَلِّق إبهامهما مع الوسطى، ويُشير بسبَّابتها عند ذِكْر الله - تعالى - فعن ابن عمر - رضي الله عنهما -: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا جلَس في الصلاة وضَع يديه على رُكبتيه، ورفَع إصبعه اليُمنى التي تَلي الإبهام، فدعا بها، ويده اليسرى على رُكبته اليسرى باسِطها عليها".

21- الالتفات يمينًا وشمالاً عند التسليم؛ فعن عامر بن سعد عن أبيه - رضي الله عنه - قال: "كنت أرى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يسلِّم عن يمينه وعن يساره، حتى أرى بياض خدِّه".

22- الصلاة إلى سترة، والدُّنو منها؛ فعن سهل بن أبي حَثْمَة - رضي الله عنه - يبلغ به النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا صلَّى أحدكم إلى سُتْرة، فليُدْنِ منها؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته)).



يتبــــــــــــــــــع


توقيع : Nermeen


**************************************


اللهم إني استودعتك قلبي فلا تجعل فيه أحدا سواك، واستودعتك لا اله إلا الله فلقني إياها قبل الموت وأثناء الموت، واللهم أصلح لنا نياتنا وأعمالنا وأجعلها فى ميزان حسناتناوضاعف لنا الأجر والحسنات بفضلك ومنتكِ يا اكرم الأكرمين يارب العالمين
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء }
اللهُم اقبُضني إليِّك غيرَمُضيِّعة ولا مُفرِّطة


رد مع اقتباس