عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 02-09-2010, 08:30 AM
الصورة الرمزية المشتاقة للجنة
المشتاقة للجنة المشتاقة للجنة غير متواجد حالياً

مراقبة عامة

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,422
افتراضي


رواحـــل الجنـــة

فيتحول كل رجل منا على راحلته، ثم يسير بنا صفا واحدا معتدلا، الرجل إلى جنب أخيه عن يمينه، لا يفوت ركبة ناقة ركبة صاحبتها، ولا تعدوا أذن ناقة أذن صاحبتها، نمر بالشجرة من أشجار الجنة فتميل لنا عن طريقنا كراهية أن يُفرق بيننا، فإذا وقفنا بالجبار تبارك وتعالى أسفر لنا عن وجهه الكريم، وتجلى لنا في عظمته العظيمة، فنُسلِّم عليه، فيرحب بنا، وسلامنا وتحيتنا أن نقول: ربنا أنت السلام، ومنك السلام، ولك حق الجلال والإكرام. فيقول لنا الرب جل جلاله: عبادي، عليكم السلام مني، وعليكم رحمتي ومحبتي، مرحبا وأهلا بعبادي، الذين أطاعوني بالغيب، والذين حفظوا وصيتي، ورعوا عهدي، وكانوا مني على كل حال مشفقين. فنقول: وعزتِك وجلالِك، وعظمتِك وعلوِّ مكانك، ما قدرناك حق قدرك، ولا أدينا إليك كل حقك، فأْذَنْ لنا بالسجود لك. فيقول لنا ربنا عز وجل: إني قد رفعت عنكم مؤنة العبادة، فهذا حين أرحت لكم أبدانكم، وهذا حين أفضيتم إلى روحي ورحمتي، وجنتي وكرامتي، ومبلغ الوعد وعدتكم، فاسألوني ما شئتم، وتمنوا علي أعطكم أمانيكم، فإني لن أجزيكم اليوم بقدر أعمالكم، ولكن أجزيكم بقدر رحمتي وكرامتي ورأفتي، وعزي وجلالي وعُلوِّ مكاني، وعظمة شأني، فاسألوني ما شئتم. فما نزال في الأماني، حتى أن المقصر في أمنيته يقول: ربنا تنافس أهل الدنيا في دنياهم، وفخر بعضهم إلى بعض، فاجعل حظي من الجنة كل شيء كان فيه أهل الدنيا، من يوم خلقتها إلى يوم أفنيتها، فإنا رفضناها وزهدنا فيها، وصغرت في أعيننا، تشاغلا بأمرك، وإعظاما لك، وإجلالا وإعزازا.
إكـرام الله تعالـى

فيقول لنا ربنا: لقد قصرتم في أمنيتكم، ورضيتم بدون حظكم، وبأقل من حقكم، فقد أوجبت لكم ما سألتم وتمنيتم حتى تعرفه أنفسكم، وألحقت بكم ما قصرت عنه أمانيكم، فانظروا إلى ما أعددت لكم، وإلى ما لا تبلغه أمانيكم، ولم يخطر على قلوبكم. فنؤتى ذلك، فنقول: ربنا أنت أحق بالأمن والرحمة، ولو وكلتنا إلى أنفسنا وأمانينا لضيّعنا حظنا. وإذا بقباب في الرفيع الأعلى قد نُصبت، وغرف من الدر والمرجان قد رُفعت، أبوابها من ذهب، ومنابرها من نور، وسررها من ياقوت، وفرشها سندس وإستبرق، يفور من أعراصها وأفواهها ماء، نور شعاع الشمس عنده كنور الكوكب الدري، فإذا هم بقصور شامخة في أعلا عليين، من الياقوت، يزهر نورها، ولولا إكرام الله تعالى لعباده لامتنعت الأبصار من شدة صفائها، وعتق جوهرها، فما كان منها أبيض فمن الياقوت الأبيض، مفروشا بالحرير الأبيض، وما كان منها أحمر فمن الياقوت الأحمر، مفروشا بالعبقري الأحمر، وما كان منها أخضر فمن الياقوت الأخضر، مفروشا بالسندس الأخضر، وما كان منها أصفر فمن الياقوت الأصفر، مفروشا بالأرجوان الأصفر. مبوبة بالذهب الأحمر والفضة البيضاء، قواعدها من جوهر، وأركانها من ذهب، وشفوفها قباب من لؤلؤ، وبروجها غرف من مرجان.
وبينما أنت في منزلك، إذ أتاك رسول من الله عز وجل، فقال للآذن: استأذن لرسول الله على ولي الله، فيدخل الآذن، فيقول لك: يا ولي الله، هذا رسول من الله يستأذن عليك، فتقول: ائذن له، فيأذن له، فيدخل عليك، فيضع بين يديك تحفة، فيقول: يا ولي الله، إن ربك يقرأ عليك السلام، ويأمرك أن تأكل من هذه، فتأكل منها، فتجد منها طعم كل ثمرة في
الجنة


رد مع اقتباس