عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-31-2011, 02:56 PM
المتفائل2012 المتفائل2012 غير متواجد حالياً

عضو مشارك

 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 49
افتراضي

الغرور يؤدي إلى القبور

بقلم: زلفة ناصر الدين
كلية التربية
إن الله سبحانه وتعالى خلق الناس كلهم سواسية لا فرق بينهم إلا بالتقوى، فالصفات الحميدة تنشأ منذ الصغر مع
الإنسان، فإذا وجدت العناية الصحيحة، والتربية السليمة سلكت مسلكًا حميدًا، وإذا أهملت ولم تجد العوامل الفعالة
التي تدعمها انحلت وسارت في مسار ضيق تائه لا تدري ماذا سيكون عقباه.
لذلك نرى: أن البيئة عامل مهم في تنشئة الإنسان، والأم عنصر فعال عليه. مراقبة سلوك الأطفال وعدم التفرقة
بينهم، عنصر مهم جدًا في هذه الناحية.
والغرور صفة سيئة تنشأ مع الفرد منذ الصغر، وربما الحقد احد هذه العوامل التي تسبب الغرور، فالإنسان المغرور
يعتقد أن ثقته بنفسه كبيرة، لذلك يعمل على شيء حسب اعتقاده انه على صواب والآخرين على خطأ.
فالحرمان الذي ينشأ مع الطفل منذ صغره يكون خيا ً لا لاصقًا معه لا يفارقه، فإذا ما كبر وكافح بالعلم حتى يتسنى له
العيش الكريم، دقت أجراس الماضي تذكره، وهنا بد ً لا من أن يحمد الله على ما وصل إليه ويحاول أن يكون كباقي
الأفراد ويتحلى بأسمى الصفات الإنسانية التي نعرفها، يعيش في صراع دائم بينه وبين عظمته وكبريائه، وهكذا
بسلطته ومنافقة الناس إليه يستطيع أن يملكهم بد ً لا من أن يكون قدوة حسنة يتمثل به الناس.
ومما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع سوء التصرفات التي صدرت عن طبيب عظيم ذي قيمة ومركز مهم. فنحن
نعرف أن الإنسان الذي يوضع في موضع مسئول عليه أن يحافظ على هذا المركز بالابتسامة والمعاملة الحسنة،
والكلام اللطيف، كل هذا يجعل سمعة المؤسسة حسنة وهذا ما يزيد من عدد المشجعين المقبلين عليها.
رسالة النجاح، العدد ٤٧ ، حزيران ١٩٨٦
٣٣
فلولا حاجة الناس الضرورية لهذه المؤسسة، لما قرب منها احد، ولكن حاجاتهم أقوى "إلى المستشفى"، لست أن ا
الوحيدة التي اشتكت من سوء معاملة هذا الطبيب، فهناك مئات من الناس يشتكون منه، ومن معاملته، ولكن لا يوجد
صدى لشكواهم لأنها تذهب في الريح.
فمثل هذا الإنسان الذي يتلفظ بألفاظ بذيئة ويمد يده على الناس لا أدري ماذا سيكون حكم المجتمع عليه؟؟ هل يبقى
في هذه الوظيفة الإنسانية التي تحتاج إلى رحمة وعطف وشفقة، وإذا بقي عليه أن يضع حدًا للتصرفات الهمجية
التي يتصرفها مع زوار المرضى، وأيضًا يحافظ على سمعة المؤسسة، لأن مثل هذه التصرفات تعكس سمعة سيئة
عليه وعلى المكان الذي يعمل فيه.
ولا ننسى أن الله سبحانه وتعالى حثنا على أن نكون متواضعين، نحسن المعاملة مع الناس وتأكيدًا لذلك قوله سبحانه
وتعالى: "ولا تصغر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحًا، واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت
الحمير". كذلك قال في النبي "لو كنت فظاًَ غليظ القلب لانفضوا من حولك".
علاوة على هذا فإنه لم يكن قد جمع معلومات العالم في عقله، ولو انه نظر إلى أبناء مهنته من جيرانه ممن يعملون
في مستشفيات القدس ويافا وحيفا لعرف قدر نفسه جيدًا.
أخيرًا أقول لهذا الطبيب أن لا يغتر كثيرًا بنفسه وبكونه رئيسًا للمستشفى وان يبقى متواضعًا ينزل إلى كل
المستويات حتى يكسب الشهرة والسمعة الحسنة، فالغرور يقتل صاحبه إذا استمر هكذا.


رد مع اقتباس