الموضوع: كتاب التوحيد
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 12-27-2009, 07:24 PM
حامل الراية حامل الراية غير متواجد حالياً

عضو فعال

 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 78
افتراضي

وقول الله تعالى : (( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إنّ عذاب ربك كان محذورا )) الإسراء : 57 .
وقوله : ((وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إني براء مما تعبدون . إلا الذي فطرني فإنه سيهدين . وجعلها كلمة باقيةً في عقبه لعلهم يرجعون )) سورة الزخرف : 26 : 28 .
وقوله : ((إتّخذوا أحْبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم)) سورة التوبة : 31 .
وقوله : ((ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبّا لله)) سورة البقرة :165 .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله ، حرُم ماله ودمه . وحسابه على الله عز وجل )) .
وشرح هذه الترجمة : ما بعدها من الأبواب .
فيه أكبر المسائل وأهمها : وهي تفسير التوحيد ، وتفسير الشهادة : وبيّنها بأمورٍ واضحة .
منها : آيةُ الإسراء بيّن فيها الردّ على المشركين الذين يدْعون الصالحين ففيها : بيانُ أن هذا هو الشرك الأكبر .
ومنها : آية براءة ، بيّن أنهم لم يؤمروا إلا بأن يعبدوا إلهاً واحداً ، مع أن تفسيرها الذي لا إشكال فيه : طاعة العلماء والعباد في المعصية ، لا دعاؤهم إياهم .
ومنها : قول الخليل عليه السلام للكفار : ((إني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني )) سورة الزخرف :26 فاستثنى من المعبودين ربّه ، وذكر سبحانه أن هذه البراءة وهذه الموالاة : هي تفسير شهادة أن لا إله إلا الله : فقال ((وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه لعلهم يرجعون )) سورة الزخرف : 28 .
ومنها : آية البقرة في الكفار الذين قال الله فيهم ((وما هم بخارجين من النار)) . ذكر أنهم يحبّون أندادهم كحبّ الله . فدلّ على أنهم يحبون الله حباً عظيماً ولم يُدخلهم في الإسلام .فكيف بمن أحبّ النّد أكبر من حبّ الله ؟ فكيف بمن لم يحبّ إلا الندّ وحده ؟ ولم يحبّ الله ؟
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (( من قال : لا إله إلا الله وفكر بما يُعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله)) وهذا من أعظم منا يبين معنى (( لا إله إلا الله )) فإنه لم يجعل التلفّظ بها عاصماً للدم والمال ، بل ولا معرفة معناها مع لفظها ، بل ولا الإقرار بذلك ، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له ، بل لا يَحرُم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله . فإن شكّ أو توقّف لم يحرم ماله ودمه .
فيالها من مسألة ما أعظمها وأجلّها ، وياله من بيانٍ ما أوضحه ، وحجة ما أقطعها المنازع .


رد مع اقتباس