?سلفي | مصر | الكاتب: جلال مرة. قال تعالى: "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك". #salafi )
إن قسوة القلوب من أخطر الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الإنسان، لاسيما والإنسان لا يتحرك في فراغ، وإنما يرتبط بالمجتمع من حوله، فلابد وأن تعود آثار هذه القسوة بالسلب على هذا المحيط.
وتزداد خطورة الأمر إذا كان هذا الإنسان يعمل في إطار مؤسسة منظمة.لأن ناتج هذه القسوة هو حصول فجوة بينه وبين من حوله، فيكون نذير شؤم، وعلامة خطر بتصدع هذا الإطار المؤسسي، إن لم يكن عاجلًا فآجلًا.
فهذه القسوة وتلك الفجوة تفتح الأبواب على مصراعيها للشقاق والتدابر، وقد قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
والتدارك لهذا الأمر ضروري قبل حصوله، ولابد أن يأخذ صور عملية على هيئة برامج تربوية نظرية وعملية، عامة وخاصة، يومية وأسبوعية، وشهرية وموسمية، من خلال جداول زمنية محددة. فالعمل المؤسسي لابد وأن ينبني على الترابط والتماسك، وأن يحكمه الانضباط والإلتزام بقواعد ومعايير المؤسسة.
والقيام بأمر الله تعالى والدعوة إلى شرعه، بإخلاص وصدق ويقين وتجرد، من أعظم ما يعالج به الأمراض المؤسسية من التفكك والتجزؤ. فإن الإخلاص والتجرد في الدعوة إلى الله تعالى، لا يتأتيان إلا من قلب يمتلئ بحب الله ورسوله. من قلب تشبع بالقرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ثم فإن هذا القلب يسعى دائما إلى المصلحة العامة، والحفاظ عليها، ويكون التجرد من أجل تحقيق هذا الهدف.
ومع هذه الأصول، لا يتصور أبدا حصول أي فجوة داخل البناء المؤسسي، فضلاً عن حصول أي تفكك أو تجزؤ، خاصة في الكيانات والمنظمات والهيئات التي تحمل على أكتافها هموم الأمة.?