إضافة رد

  #1  
قديم 11-23-2009, 09:03 PM
khaled غير متواجد حالياً
الداعية الاسلامى خالد نصر
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 98
افتراضي يا مسلمون عليكم بالصدق واياكم والكذب

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أخى المسلم وأختى المسلمة ( عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) " متفق عليه " . اعلموا ان الكذب هو : مخالفة القول للواقع . وهو من أبشع العيوب والجرائم ، ومصدر الآثام والشرور ، وداعية الفضيحة والسقوط . لذلك حرمته الشريعة الإسلامية ، ونعت على المتصفين به ، وتوعدتهم في الكتاب والسنة : قال تعالى : إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ( غافر : 28 ) وقال تعالى : ويل لكل أفاك أثيم ( الجاثية : 7 ) وقال تعالى : إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله ، وأولئك هم الكاذبون ) ( النحل : 105 ) وقال الباقر رحمه الله : إن الله جعل للشر أقفالا ، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب ، والكذب شر من الشراب. وقال رحمه الله : كان علي بن الحسين يقول لولده : اتقوا الكذب ، الصغير منه والكبير ، في كل جد وهزل ، فإن الرجل إذا كذب في الصغير ، اجترأ على الكبير ، أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ما يزال العبد يصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وما يزال العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا . وقال الباقر رحمه الله : إن الكذب هو خراب الايمان . وقال على رضى الله عنه : اعتياد الكذب يورث الفقر . وقال عيسى بن مريم عليه السلام : من كثر كذبه ذهب بهاؤه . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ، من كذب علي متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار. ) وإنما حرمت الشريعة الاسلامية ( الكذب ) وأنذرت عليه بالهوان والعقاب ، لما ينطوي عليه من أضرار خطيرة ، ومساوئ جمة ، فهو باعث على سوء السمعة ، وسقوط الكرامة ، وانعدام الوثاقة ، فلا يصدق الكذاب وإن نطق بالصدق ، ولا تقبل شهادته ، ولا يوثق بمواعيده وعهوده . ومن خصائصه أنه ينسى أكاذيبه ويختلق ما يخالفها ، وربما لفق الأكاذيب العديدة المتناقضة ، دعما لكذبة افتراها ، فتغدو أحاديثه هذرا مقيتا ، ولغوا فاضحا و إنه يضعف ثقة الناس بعضهم ببعض ، ويشيع فيهم أحاسيس التوجس والتناكر و إنه باعث على تضييع الوقت والجهد الثمينين ، لتمييز الواقع من المزيف ، والصدق من الكذب . وله فوق ذلك آثار روحية سيئة ، ومغبة خطيرة ، نوهت عنها النصوص السالفة . دواعي الكذب : الكذب انحراف خلقي له أسبابه ودواعيه ،اهمها العادة : فقد يعتاد المرء على ممارسة الكذب بدافع الجهل ، أو التأثر بالمحيط المتخلف ، أو لضعف الوازع الديني ، فيشب على هذه العادة السيئة ، وتمتد جذورها في نفسه ، لذلك قال بعض الحكماء : من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه .الطمع : وهو من أقوى الدوافع على الكذب والتزوير ، تحقيقا لأطماع الكذاب ، وإشباعا لنهمه . العداء والحسد : فطالما سولا لأربابهما تلفيق التهم ، وتزويق الافتراءات والأكاذيب ، على من يعادونه أو يحسدونه . وقد عانى الصلحاء والنبلاء الذين يترفعون عن الخوض في الباطل ، ومقابلة الإساءة بمثلها - كثيرا من مآسي التهم والافتراءات والأراجيف . أنواع الكذب : للكذب صور شوهاء ، تتفاوت بشاعتها باختلاف أضرارها وآثارها السيئة ، وهي : ( الأولى - اليمين الكاذبة ) وهي من أبشع صور الكذب ، وأشدها خطرا وإثما ، فإنها جناية مزدوجة : جرأة صارخة على المولى عز وجل بالحلف به كذبا وبهتانا ، وجريمة نكراء تمحق الحقوق وتهدر الكرامات . من أجل ذلك جاءت النصوص في ذمها والتحذير منها : . ( الثانية - شهادة الزور ) وهي كسابقتها جريمة خطيرة ، وظلم سافر هدام ، تبعث على غمط الحقوق ، واستلاب الأموال ، وإشاعة الفوضى في المجتمع ، بمساندة المجرمين على جرائم التدليس والابتزاز . أنظر كيف تنذر النصوص شهود الزور بالعقاب الأليم : ونهى القرآن الكريم عنها فقال تعالى : واجتنبوا قول الزور ( الحج : 30 ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اياكم وقول الزور اياكم وشهادة الزور )اضرار اليمين الكاذبة وشهادة الزور : وإنما حرمت الشريعة الاسلامية اليمين الكاذبة ، وشهادة الزور ، وتوعدت عليهما بصنوف الوعيد والارهاب ، لآثارهما السيئة ، وأضرارهما الماحقة ، في دين الانسان ودنياه ، من ذلك : أن مقترف اليمين الكاذبة ، وشهادة الزور ، يسئ إلى نفسه إساءة كبرى بتعريضها إلى سخط الله تعالى ، وعقوباته التي صورتها النصوص السالفة . ويسئ كذلك إلى من سانده ومالأه ، بالحلف كذبا ، والشهادة زورا ، حيث شجعه على بخس حقوق الناس ، وابتزاز أموالهم ، وهدر كراماتهم . ويسئ كذلك إلى من اختلق عليه اليمين والشهادة المزورتين ، بخذلانه وإضاعة حقوقه ، وإسقاط معنوياته . ويسئ إلى المجتمع عامة بإشاعة الفوضى والفساد فيه ، وتحطيم قيمه الدينية والأخلاقية . ويسئ إلى الشريعة الاسلامية بتحديها ، ومخالفة دستورها المقدس ، الذي يجب اتباعه وتطبيقه على كل مسلم . ( الثالثة - خلف الوعد ) الوفاء بالوعد من الخلال الكريمة التي يزدان بها العقلاء ، ويتحلى بها النبلاء ، وقد نوه الله عنها في كتابه الكريم فقال : واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ( مريم : 54 ) . وإنه لمن المؤسف أن يشيع خلف الوعد بين المسلمين اليوم ، متجاهلين نتائجه السيئة في إضعاف الثقة المتبادلة بينهم ، وإفساد العلاقات الاجتماعية ، والاضرار بالمصالح العامة . وقد ذم الله هذا الصنف من الناس وذلك بقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) " الصف _ 3 ( الرابعة - الكذب الساخر ) فقد يستحلي البعض تلفيق الأكاذيب الساخرة ، للتندر على الناس ، والسخرية بهم ، وهو لهو عابث خطير ، ينتج الأحقاد والآثام . . علاج الكذب : فجدير بالعاقل أن يعالج نفسه من هذا المرض الأخلاقي الخطير ، والخلق الذميم ، مستهديا بالنصائح التالية : ( 1 ) - أن يتدبر ما أسلفناه من مساوئ الكذب ، وسوء آثاره المادية والأدبية على الانسان . ( 2 ) - أن يستعرض فضائل الصدق ومآثره الجليلة ( 3 ) - أن يرتاض على التزام الصدق ، ومجانبة الكذب ، والدأب المتواصل على ممارسة هذه الرياضة النفسية ، حتى يبرأ من هذا الخلق الماحق الذميم . مسوغات الكذب : لا شك أن الكذب رذيلة مقيتة حرمها الشرع ، لمساوئها الجمة ، بيد أن هناك ظروفا طارئة تبيح الكذب وتسوغه ، وذلك فيما إذا توقفت عليه مصلحة هامة ، لا تتحقق إلا به ، فقد أجازته الشريعة الاسلامية حينذاك ، كانقاذ المسلم ، وتخليصه من القتل أو الأسر ، أو صيانة عرضه وكرامته ، أو حفظ ماله المحترم ، فان الكذب فى هذه الحالة واجب اسلامي محتم . وهكذا إذا كان الكذب وسيلة لتحقيق غاية راجحة ، وهدف إصلاحي ، فإنه آنذاك راجح أو مباح ، كالاصلاح بين الناس ، أو استرضاء الزوجة واستمالتها ، أو مخادعة الأعداء في الحروب . فندعوا الله ان يجعلنا من الصادقين ومع الصادقين والحمد لله رب العالمين .


توقيع :

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-24-2009, 09:07 AM
الصورة الرمزية المشتاقة للجنة
المشتاقة للجنة المشتاقة للجنة غير متواجد حالياً

مراقبة عامة

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,422
افتراضي

اللهم ارزقنا الصدق والاخلاص في الاقوال والاعمال والاحوال

جزاك الرحمن خير الجزاء على التوضيح


رد مع اقتباس
إضافة رد


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

استضافة الحياة

الساعة الآن 01:20 PM.


Powered by vBulletin® v3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , TranZ By Almuhajir
النسخة الفضية
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

SlamDesignzslamDesignzEdited by Riad Al-Ganah Team - جميع الحقوق محفوظة لشبكة رياض الجنة

Privacy Policy Valid XHTML 1.0 Transitional By SlamDesignz Valid CSS Transitional By SlamDesignz