?#سلفي في رمضان| د.محمد على يوسف يكتب: "الرجل السلحفاة (عودة الروح3) #SALAFY #Y
نعم هو ما جاء فى ذهنك عندما اصطدم عيناك بالعنوان
إنه البطء
التثاقل
التكاسل
التوانى
التقاعس
التراخى
التخامل
التهاون
التأخر
كل هذه المعانى التى انهمرت على ذهنك حينما تخيلت مشهد الرجل السلحفاة
البطىء المتثاقل الذى يبدو حين يحرك قدما كأنما يرفع أثقالا و يزحزج صخورا راسيات
الإنسان الخامل الذى لا ينصر إن استنصر و لا ينفر إذا استنفر و لا يأت بخير أينما توجهه
هذا النموذج الثقيل الذى كثرت الآيات المبينة لحاله و خطورة وجوده بين ظهرانى الأمة
أقف معه فى هذا المقال من خلال آيات من سورة النساء يكلمنا فيها مولانا جل و على عن هذا النموذج الكسول الذى أطلقت عليه هذا اللقب مع الاعتذار للسلحفاة التى ربما تكون لا تشترك معه إلا فى خاصية البطء و التكاسل بينما تسبقه إلا الله بتسبيحها " و إن من شىء إلا يسبح بحمده"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا
وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا
وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّه لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا
فبينما يأمر الله تعالى المؤمنين بالنفير و هو سرعة الحركة فى الاستجابة لأمر الله الذى كان فى هذا السياق أمرا بالجهاد
و بينما كان الخطاب جماعيا و الأمر جماعيا و المطلب الاجتماع و عدم الفردية
إذ ذكر الله هذا الصنف الكسول بصيغة فردية و و خطاب فردى وحيد
أمر الله المؤمنين أن ينفروا ثبات أى مجموعات و فرق متتابعة أو يخرجوا بكامل عددهم و عدتهم إذا اقتضى البأس ذلك دون أن يأتى أدنى ذكر للنفير فرادى و هذا بعد أن يأخذوا حذرهم من مكائد عدوهم
و فى هذا الإطار الجماعى و الحماسى الذى تكاد تسمع فيه صوت نفيرهم و صدى صيحاتهم الحماسية و هم مقبلون على تنفيذ أمر الله و الاستجابة لاستنفاره يأتى مشهد ذلك المتسلحف المتباطىء المخذل و المتخاذل
وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ
منكم ؟؟!
هذا الصنف موجود بيننا ؟؟
بين المسلمين دون أن يشعروا ؟
الجواب نعم
هناك بيننا من يبطىء
و يبطىء هنا على قولين لأهل التفسير و هما أنه يبطىء نفسه و يبطىء غيره و الأرجح أن المعنيان تحتملهما الآية الكريمة
صاحبنا هذا أنموذج للتراخى و التثاقل فى نفسه و التعويق و الإثقال لغيره
كلمنا الله عن تثاقله مرارا فقال فى سورة التوبة محذرا من فعله " ما لكم إذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض "
و كلمنا عن تعويقه لغيره فى سورة الأحزاب فقال " قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلا"
فهو إنسان بطىء معوق فى نفسه معوق لغيره (بكسر الواو) خطورته على الأمة أحيانا تكون أشد من خطورة أعدائها
لذا قال الله عن أمثاله " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا "
و يا ليت هذا الصنف العاجز المتخاذل اكتفى بعجزه و تكاسله و تخذيل غيره و تعويقهم و غرب عن عاملى الأمة و مجاهديها بوجهه المتراخى و نفسه السمجة
للأسف لم يفعل
و إنما مد عينيه و بدأ يراقب بخسة عجيبة ما سيؤول إليه واقع لم يشارك فى نسجه و لم يساهم فى بنائه
فإذا ما وقعت مصيبة كما حدث يوم أحد مثلا فرح بمقعده و سر بنجاته و أشد ما يثير التقزز فى فرحه أنه نسب ذلك لله جل و علا و اعتبرها نعمة من عنده فقال " قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا"
نكست فطرته الإسلامية و تشوهت نفسيته المتسلحفة حتى اعتبر الحرمان من الشهادة فى سبيل الله نعمة من الله مفترض أن صاحب الفطرة الإيمانية السليمة يبكى لحرمانها كما قال الله عن الذين حرموا من غزوة تبوك لعدم وجود الظهر الذى يحملها "وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ"
ثم تزداد دناءة الرجل السلحفاة و يتجلى قبح نذالته و خسته حينما يتحول الواقع إلى نصر مؤزر بفضل الله فتشهد نفسه الغنيمة و حسب و يعتبر أن الفوز العظيم فقط هو فى ثواب الدنيا فيقول " كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا"
ألم تكن تقول من قبل أيها السلحفاة أن البعد عنهم غنيمة و النجاة مما أصابهم نعمة و فضل
لماذا صارت الأمنية الآن أن تكون معهم و عددت ذلك فوزا عظيما ؟؟
الجواب واضح
إنها الدنيا التى لا يشغل بالك إلا هى و لا تشتهم نفسك إلا متاعها
هذا هو نموذج المتكاسل الذى لا يبتغى إلا الغنيمة السهلة " لو كان عرضا قريبا و سفرا قاصدا لاتبعوك و لكن بعدت عليهم الشقة "
صنف لا يكون معك إلا فى بدر و فتح مكة و لا يقربك بل يؤذيك و يعوقك فى مثل غزوة أحد
هذه النفسية البطيئة و الشخصية المتخاذلو من أبشع الآفات التى تهدد الأمة و تؤخر النصر عنها
ما أشسع البون بين هذا النموذج و ما تلاه فى الآيات التى ذكرها الله بعد ذلك
" فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا
و كم جاء فى كتاب الله من تحفيز للمؤمنين ألا يكونوا من أولئك المبطئين
كم جاء لفظ السبق و المسارعة و المنافسة فى الخيرات
ما أجمل قول الرسول صلى الله عليه و سلم التؤدة خير فى كل شىء إلا عمل الآخرة " صحيح الجامع
أعاذنا الله من تلك النفسية و رزقنا بالرواحل الذين قال عنهم " الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة "
إياك أن تكون سلحفاة و كن راحلة
و كتبه
د.محمد على يوسف?
Wall Photos
?#سلفي في رمضان| د.محمد على يوسف يكتب: "الرجل السلحفاة (عودة الروح3) #SALAFY #Y
نعم هو ما جاء فى ذهنك عندما اصطدم عيناك بالعنوان
إنه البطء
التثاقل
التكاسل
التوانى
التقاعس
التراخى
التخامل
التهاون
التأخر
كل هذه المعانى التى انهمرت على ذهنك حينما تخيلت مشهد الرجل السلحفاة
البطىء المتثاقل الذى يبدو حين يحرك قدما كأنما يرفع أثقالا و يزحزج صخورا راسيات
الإنسان الخامل الذى لا ينصر إن استنصر و لا ينفر إذا استنفر و لا يأت بخير أينما توجهه
هذا النموذج الثقيل الذى كثرت الآيات المبينة لحاله و خطورة وجوده بين ظهرانى الأمة
أقف معه فى هذا المقال من خلال آيات من سورة النساء يكلمنا فيها مولانا جل و على عن هذا النموذج الكسول الذى أطلقت عليه هذا اللقب مع الاعتذار للسلحفاة التى ربما تكون لا تشترك معه إلا فى خاصية البطء و التكاسل بينما تسبقه إلا الله بتسبيحها " و إن من شىء إلا يسبح بحمده"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا
وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا
وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّه لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا
فبينما يأمر الله تعالى المؤمنين بالنفير و هو سرعة الحركة فى الاستجابة لأمر الله الذى كان فى هذا السياق أمرا بالجهاد
و بينما كان الخطاب جماعيا و الأمر جماعيا و المطلب الاجتماع و عدم الفردية
إذ ذكر الله هذا الصنف الكسول بصيغة فردية و و خطاب فردى وحيد
أمر الله المؤمنين أن ينفروا ثبات أى مجموعات و فرق متتابعة أو يخرجوا بكامل عددهم و عدتهم إذا اقتضى البأس ذلك دون أن يأتى أدنى ذكر للنفير فرادى و هذا بعد أن يأخذوا حذرهم من مكائد عدوهم
و فى هذا الإطار الجماعى و الحماسى الذى تكاد تسمع فيه صوت نفيرهم و صدى صيحاتهم الحماسية و هم مقبلون على تنفيذ أمر الله و الاستجابة لاستنفاره يأتى مشهد ذلك المتسلحف المتباطىء المخذل و المتخاذل
وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ
منكم ؟؟!
هذا الصنف موجود بيننا ؟؟
بين المسلمين دون أن يشعروا ؟
الجواب نعم
هناك بيننا من يبطىء
و يبطىء هنا على قولين لأهل التفسير و هما أنه يبطىء نفسه و يبطىء غيره و الأرجح أن المعنيان تحتملهما الآية الكريمة
صاحبنا هذا أنموذج للتراخى و التثاقل فى نفسه و التعويق و الإثقال لغيره
كلمنا الله عن تثاقله مرارا فقال فى سورة التوبة محذرا من فعله " ما لكم إذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض "
و كلمنا عن تعويقه لغيره فى سورة الأحزاب فقال " قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلا"
فهو إنسان بطىء معوق فى نفسه معوق لغيره (بكسر الواو) خطورته على الأمة أحيانا تكون أشد من خطورة أعدائها
لذا قال الله عن أمثاله " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا "
و يا ليت هذا الصنف العاجز المتخاذل اكتفى بعجزه و تكاسله و تخذيل غيره و تعويقهم و غرب عن عاملى الأمة و مجاهديها بوجهه المتراخى و نفسه السمجة
للأسف لم يفعل
و إنما مد عينيه و بدأ يراقب بخسة عجيبة ما سيؤول إليه واقع لم يشارك فى نسجه و لم يساهم فى بنائه
فإذا ما وقعت مصيبة كما حدث يوم أحد مثلا فرح بمقعده و سر بنجاته و أشد ما يثير التقزز فى فرحه أنه نسب ذلك لله جل و علا و اعتبرها نعمة من عنده فقال " قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا"
نكست فطرته الإسلامية و تشوهت نفسيته المتسلحفة حتى اعتبر الحرمان من الشهادة فى سبيل الله نعمة من الله مفترض أن صاحب الفطرة الإيمانية السليمة يبكى لحرمانها كما قال الله عن الذين حرموا من غزوة تبوك لعدم وجود الظهر الذى يحملها "وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ"
ثم تزداد دناءة الرجل السلحفاة و يتجلى قبح نذالته و خسته حينما يتحول الواقع إلى نصر مؤزر بفضل الله فتشهد نفسه الغنيمة و حسب و يعتبر أن الفوز العظيم فقط هو فى ثواب الدنيا فيقول " كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا"
ألم تكن تقول من قبل أيها السلحفاة أن البعد عنهم غنيمة و النجاة مما أصابهم نعمة و فضل
لماذا صارت الأمنية الآن أن تكون معهم و عددت ذلك فوزا عظيما ؟؟
الجواب واضح
إنها الدنيا التى لا يشغل بالك إلا هى و لا تشتهم نفسك إلا متاعها
هذا هو نموذج المتكاسل الذى لا يبتغى إلا الغنيمة السهلة " لو كان عرضا قريبا و سفرا قاصدا لاتبعوك و لكن بعدت عليهم الشقة "
صنف لا يكون معك إلا فى بدر و فتح مكة و لا يقربك بل يؤذيك و يعوقك فى مثل غزوة أحد
هذه النفسية البطيئة و الشخصية المتخاذلو من أبشع الآفات التى تهدد الأمة و تؤخر النصر عنها
ما أشسع البون بين هذا النموذج و ما تلاه فى الآيات التى ذكرها الله بعد ذلك
" فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا
و كم جاء فى كتاب الله من تحفيز للمؤمنين ألا يكونوا من أولئك المبطئين
كم جاء لفظ السبق و المسارعة و المنافسة فى الخيرات
ما أجمل قول الرسول صلى الله عليه و سلم التؤدة خير فى كل شىء إلا عمل الآخرة " صحيح الجامع
أعاذنا الله من تلك النفسية و رزقنا بالرواحل الذين قال عنهم " الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة "
إياك أن تكون سلحفاة و كن راحلة
و كتبه
د.محمد على يوسف?