#سلفي| #مصر | مقالات واراء #salafy #l عمرو عبدالعزيز : كان حجم الكارثه ا...

[S.N.N]

?#سلفي| #مصر | مقالات واراء #SALAFY #L

عمرو عبدالعزيز :

كان حجم الكارثه الناصريه وتصديرها للدول العربيه الأخرى ، فوق القدر وفوق الاحتمال ، فهي أنظمه عنيفه في سحق معارضيها ، تحتكر الوطن والوطنيه وتضع الدين وأهله في غياهب الزنازين ، تاركة الحبل على الغارب لنوع واحد فقط يبقى على قيد الحياه ، العلماني الغير شريف ، العلماني العاهر فكرياً القابل للتشكل كما يريد الحاكم .. حتى العلماني ذو الشرف يتم سحقه ..
والغريب والمذهل ، أن النظام الناصري في مصر انتهى نظرياً بموت ناصر وعملياً بالنكسه بينما لم ينتهي في الدول الأخرى برغم النكسات التي تتالت عليها !
فجاء بعده نظام آخر للسادات ، وتلاه نظام مبارك ، والحقيقه أن السبب الأول في ذلك هو طبيعة الحكم في مصر وطبيعة الحكام المصريين عبر التاريخ .. فالحاكم يقوم (فعلاً) بتشكيل الدوله كما يرغب ، هو المركز الرئيسي الذي تتمحور حوله مصر كلها .. فبموت ناصر جاء السادات بطبيعته التي لا ترفض الدين تماماً لتنتشر عشرات الجماعات الاسلاميه ، وما صدامه الا بسبب أنه كان يريد (نوع معين) من الدين يرتاح اليه .. هو نوع الرجل الذي يصلي ويصوم ويقرأ القرآن لكنه لا يسمح لزوجته بالحجاب ولا يسمح لأحد أن يعظه أو يبني موقف سياسي بناء عليه ، هكذا تشكلت مصر في عهده عندها انفصام في الشخصيه ، الجماعات الاسلاميه منتشره والاعلام والدوله كلاهما علماني حتى النخاع ، الداخل يغلي من اسرائيل ويصدر عشرات الفتاوى الدينيه المانعه للتواصل معها ، وهو في الخارج يذهب الى الأبعد ليعقد معاهدة العار .. أفلام السبعينات واعلامها وصحفها تتحدث عن مجتمع شهواني علماني غريب مزركش كالقمصان المشجره وسط ملايين العلاقات العاطفيه الجنسيه الملتهبه ، بينما شرائطها الدينيه تتحدث عن مجتمع ذاهب نحو التطهر والتدين ! وكانت نهاية هذا الانفصام الحاد هو مقتل السادات وسط جيشه شديد العلمانيه .. على يد شباب أشد الجماعات الاسلاميه !
وجاء عهد مبارك .. حيث الرجل الذي تميز بالفساد أولاً وأخيراً ، فتطبعت الدوله والمجتمع كله بالفساد ، السياسي والديني والاجتماعي والمادي .. الفساد في كل شئ !
هذه ببساطه هي بلد الفرعون .. لهذا تغيرت كثيراً عدة مرات حسب طباع حاكمها ..
فماذا عن سوريا ؟ وماذا عن ليبيا ؟ لماذا بقى هذان النظامان كل هذا الزمن ؟
أنا لا أعرف الكثير عن طباع السوريين سوى الاخلاق الدمثه بلا سذاجه .. وهم ليسوا (شعب متفرعن) مثلنا .. وأعتقد أنها من المرات القليله التي يقعوا فيها قبضة حكام مجانين طائفيين مثل النظام الحالي .. ولا أدري هل جاء في تاريخهم شخص قام بمثل هذه المذابح الدمويه المجنونه التي قام بها نظام الأسد الناصري أم لا .. ولا أعرف هل كان في ليبيا هي الأخرى نظام قام سابقاً بمثل هذه المذابح المجنونه للقذافي الناصري أم لا .. لكني أعتقد أنه أياً كان النظامان القادمان لهاتين الدولتين فمن الصعب أن يجئ أسوأ مما سبق .. برغم أن الوضع في سوريا حتى بعد مقتل الأسد سيستمر لسنوات من الانهيارات والضربات الطائفيه والاجتماعيه .. لكن برغم كل شئ لن يصير أسوأ مما كان ان شاء الله ..
نعود الى موضوعنا .. هل رأيتم النظم الناصريه كيف تسقط ؟
انها تسقط بدماء وأشلاء عشرات الآلاف من شعبها !
ان كان من الممكن أن نقول ان ناصر قد سقط نظامه عملياً في 67 .. فهو الآخر لم يسقط الا بدماء وأشلاء عشرات الآلاف من جنود شعبه !
هكذا هي النظم الناصريه .. عسكريه ، مجنونه ، غوغائيه ، مغروره ..
الغريب .. والمحزن .. ان المصريين كانوا قاب قوسين أو أدنى من اختيار حاكم(ناصري) مرة أخرى !
كانوا قد اقتربوا من اختيار حمدين صباحي !
كأنما أصابهم العمى عن كل ما حولهم من دول ناصريه شعوبها كفرت بها وفضلت الموت عن العيش في كنفها !
كان المصريون يقدرون وسامته وأناقته وطيب حديثه .. كأنهم بصدد اعادة تجربة السوريون مع بشار الشاب الأنيق الوسيم طيب الحديث !
ثم بعد تخلصهم منه ، كادوا مرة أخرى يختارون حاكماً عسكرياً مجنوناً غوغائياً مغروراً لا يحسن الحديث .. أحمد شفيق ! كأنهم بصدد اعادة تجربة الليبيبون مع القذافي العسكري المغرور المجنون الذي لم يكن يحسن الحديث !

عندما تدرك حجم الكارثه التي أوشكنا على الوقوع فيها بأيدينا .. مرتان على التوالي .. يحق لك أن تفهم وتستوعب تلك الآيه الكريمه التي كان يذكرها الرئيس الحالي في أول ثلاث خطابات له :
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) ..
بالفعل .. لم ننجوا من قذافي مصر وبشارها الا بفضل الله ورحمته ..?