#سلفى|#مصر |حسام عبد العزيز:يكتب عمر بن الخطاب فى التلفاز # salafy #wطرفة شهير...

[S.N.N]

?#سلفى|#مصر |حسام عبد العزيز:يكتب عمر بن الخطاب فى التلفاز # SALAFY #W

طرفة شهيرة كان يرويها الناس: رجل لقى رجلا آخر في طريق، فقال له رأيت لتوِّي امرأتك تسير برفقة طبيب في مكان كذا. هرع الزوج المخدوع إلى المكان المذكور وتفرس في وجه امرأته ومن يسير معها، قبل أن يعود لصاحبه قائلا: كذبت.. من تسير معه زوجتي ليس طبيبا.

لا أدري لماذا قفزت إلى ذهني تلك الطرفة عندما علمت بأن إحدى الفضائيات ستعرض مسلسلا عن حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فكثيرون يتساءلون الآن عن حكم تجسيد الصحابة لا عن حكم المسلسلات التي صارت صنبور ذنوب في بيوت المسلمين.

علينا بادئ ذي بدء أن نسأل: ما حكم رجل أو شاب يجلس متهيئا لمشاهدة مسلسل وهو يوقن بأنه سيرى خلال زمن هذا المسلسل خمس نسوة على الأقل متبرجات ومتنمصات.. مساحيق التجميل تغمر وجههن.. تظهر شعورهن ورقابهن وربما أذرعهن وصدورهن؟ وهل يدخل هذا في باب نظرة الفجأة التي أباحها لنا الإسلام؟

ما حكم امرأة تجلس لتطالع وجوه الرجال لساعة كاملة بلا حاجة شرعية؟ وهل كان الأمر بغض البصر خاصا بالرجال دون النساء؟ هذا هو ما ينبغي أن نسأل عنه أولا ثم نناقش المسلسل نفسه.

صحيح أن الدراما السورية لا تزيف الحقائق بشكل فج كما تصنع الدراما المصرية لكنها توجِّه الحبكة على نحو يوهم بمعان لا تمت للواقع التاريخي بصلة، فقد تصور مثلا التسامح العمري مع الكفار اندماجا وذوبانا. وبعبارة أدق، فإنهم لا يحتاجون للكذب ما داموا قادرين على تجاهل وقائع تاريخية لا تصب في صالحهم. إنه التاريخ بروايتهم الديكتاتورية يفرضونها على غيرهم.

هل ننتظر مثلا من مخرج أو كاتب مسلسلات أن يُظهر عمر بن الخطاب وهو يؤدب أحد رعيته بالدرة وقد صح أنه فعل ذلك؟ وإن أظهرها فهل سيظهرها في كل المواقف أم سيقدم توثيقا مبتسرا؟ هل سيعرض مواقفه مع النبي وهو يقول: أفلا أضرب عنقه يا رسول الله أم سيخشى من اتهام المسلسل بالدعوة إلى التطرف؟

هل ننتظر منه أن يظهر الفاروق معلِّما في مدرسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما كان؟ أم أنهم سيوظفون فقط سماحته مع الأقباط وعدله مع الرعية لحاجة في أنفس أهل الفن وهي تفريغ الإسلام من شموليته وإظهاره دينا صوفيا أو علمانيا.

قد يواجهون مشكلة الصورة العمرية الحقيقية المطبوعة في أذهان الناس. عمر الشديد في الحق. لكنهم لن يعدموا حيلة وسيختزلون هذا في بضع صرخات وانفعالات مصطنعة موزعة على حلقات المسلسل ليميزوا شخصيته عن غيرها.

إنهم لا يرون في المسلسل إهانة لعمر بن الخطاب الذي سيؤدي دوره ممثل ربما لا يصلي أو يدخن أو يشرب الخمر لكن ماذا عن إهانة شخصية الصحابيات ونساء التابعين الذي سيصورونهن للناس متبرجات متنمصات خاضعات بالقول؟

ليس صحيحا أن الناس لا تنخدع بالمسلسلات، ففي مصر يصرون أن عيسى العوام كان نصرانيا وأن رينو دي شاتيون بارزه صلاح الدين حتى قتله وهذا كذب جلي.

المفارقة أن الفنانين الذي يعادون الإسلاميين تلقفوا فتوى شاذة للدكتور يوسف القرضاوي بإباحة تمثيل الصحابة وتركوا الأزهر الوسطي المعتدل الذي لا يتشدقون به إلا لمواجهة تيارات "الإسلام السياسي" كما يروق لهم أن يسموها.

كنا لا نتصور أن نرى بلالا أو حمزة في عمل درامي فحدث ذلك.. كنا نخشى أن يجسدوا المبشرين بالجنة فحدث ذلك.. كنا نخاف أن يجسدوا الخلفاء الراشدين فوقع ما كنا نخشاه فلا تندهشوا إذا وجدتم رسول الله يؤدي دوره ممثل كان يحتضن امرأة في مسلسل آخر.

وبالمناسبة فإن عمر عاش زمنا كبيرا مع النبي صلى الله عليه وسلم فهل سيصورون النبي؟ وإذا كانت الإجابة بلا فلماذا؟ لأنه أعظم الخلق؟ وعمر الأفضل بعد رسول الله وأبي بكر.
السؤال لكم يا سادة: ماذا لو عاد عمر ووجد الناس يجلسون أمام شاشة التلفاز يشاهدون سيرته وهو يكلم النساء المتبرجات؟!?